كأنك لم تذبحْ لأهلك نعجةً ... فيصبحَ ملقىً بالفِناء إهابُها
يهجو أبا بدرْ ويقول: إنه كان صاحبَ قطيع من غنمْ وفيها حمار. والوِطاب: زِقاق اللبن، راثت: أبطأ عليها اللبن الذي يستخرج زبده فيعمل منه السمن.
والسالية: التي تسلأ السمن فتعمله، وقوله: (كأنك لم تذبح لأهلك نعجة) يريد أن أكثر ما يذكر من أمره، وأعلى مراتب أفعاله ذبح نعجة لأهله.
ويحكى عن شيخ من بني حنيفة أنه قال: مررت بخباء عظيم فيه عجوز، بين يديها شاب يجود بنفسه، وحولها نسوة، وهي تبكيْ وتقول:
أصعْصَعَ مالي لا أراك تجيبنا ... أتسمعُ نجواناك أم ليس تسمعُ
فلو كان والي الموت يَقبل فِديةً ... فدتكَ ثمانٍ مشفِقاتُ وأربعُ
ثم تلتفت إليهنْ وتقول: أتفعلن؟ فيقلن: اللهم نعم. ثم تقول:
كأنك لم تذبحْ لأهلكَ نعجةً ... وتلقِ على باب الخباء إهابَها
ولم تَجُبِ البيدَ التنائف تقتنِصْ ... بها جرَةٍ حسْلانَهاْ وضِبابَها
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute