للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي هما فيه. وشبّه نفسه وإياها - وهما نائمان - بقتيلين لم يعرف موضعهما، لأنه بات معها في موضع لا يعرفه أحد من الناس غيرهما.

قال سيبويه: (واعلم أن المجزوم والساكن يقعان في القوافي، ولولم يفعوا ذلك لضاق عليهم، ولكنهم توسعوا بذلك فإذا وقع واحد منهما في القافية حُرِك).

يريد أنه يحرك بالكسر كما تحرِك لالتقاء الساكنين، ثم ساق كلامه في هذا المعنى إلى أن أنشد بيت امرئ القيس:

(أغرَّكِ مني أنَّ حبكِ قاتلي ... وأنكِ مهما تأمري القلبَ يفعلِ)

يقول لهذه المرأة: أغرَّك - حتى اجترأتِ على تعذيبي وهجري ومخالفتي - أنك

تعلمين شدة محبتي لك، وأنك تعتقدين أني أموت إن هجرتني، وأن قلبي لا يطاوعني على أن أصرمك، وأقطع ما بيني وبينك، وأنك تأمرين قلبك بما تحبين فينقاد لك.

يريد أنه إذا أرادت هجره طاوعها قلبها وصبرت عنه، وإذا أراد هجرها لم يطاوعه قلبه، فقلبها ينقاد لها، وقلبه لا ينقاد له. و (يفعل) مجزوم لأنه جواب الشرط، ولكن حرّكه بالكسر لأجل القافية. والشاهد عليه.

وقال طرفة:

<<  <  ج: ص:  >  >>