للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنّى ولم ترها تهذى! فقلت لهم: ... إنّ الفؤاد يرى مالا يرى البصر

وقال:

يزهّدنى في حبّ عبدة معشر ... قلوبهم فيها مخالفة قلبى

فقلت: دعوا قلبى وما اختار وارتضى ... فبالقلب لا بالعين يبصر ذو الّلبّ

وما تبصر العينان في موضع الهوى ... ولا تسمع الأذنان إلا من القلب

وقد قال أبو يعقوب الخريمى في هذا المعنى، وكان قد أعور ثم عمى، وقيل:

إنها للخليل بن أحمد:

قالت أتهز أبى غداة لقيتها ... يا للرجال لصبوة العميان

فأجبتها: نفسى فداؤك إنما ... أذنى وعينى في الهوى سيّان

وقريب من هذا قول الحكم بن قنبر، وإن لم يكن منه:

إن كنت لست معى قالذكر منك معى ... يرعاك قلبى وإن غيّبت عن بصرى

العين تبصر من تهوى وتفقده ... وناظر القلب لا يخلو من النظر

وقال آخر:

أما والّذى لو شاء لم يخلق الهوى ... لئن غبت عن عينى فما غبت عن قلبى

ترينيك عين الوهم حتى كأننى ... أناجيك من قرب وإن لم تكن قربى «١»

وقال أبو عثمان سعيد بن الحسن الناجم:

لئن كان عن عينىّ أحمد غائبا ... فما هو عن عين الضمير بغائب

له صورة في القلب لم يقصها النوى ... ولم تتخطّفها أكفّ النوائب

<<  <  ج: ص:  >  >>