سحاب حكت ثكلى أصيبت بواحد ... فعاجت له نحو الرياض على قبر
تسّر بل وشيا من حزون تطرزت ... مطارفها طرزا من البرق كالتّبر
فوشى بلا رقم، ورقم بلا يد، ... ودمع بلا عين، وضحك بلا ثغر
وقال آخر:
أرقت لبرق شديد الوميض ... ترامى غواربه بالشّهب
كأنّ تألّقه في السماء ... سطور كتبن بماء الذهب
وقال ابن المعتز:
كأن الرّباب الجون دون سحابه ... خليع من الفتيان يسحب مئزرا «١»
إذا لحقته خيفة من رعوده ... تلفّت واستلّ الحسام المذكّرا
وقد قال حسان بن ثابت:
كأن الرّباب دوين السحاب ... نعام تعلق بالأرجل «٢»
باكية يضحك فيها برقها ... موصلة بالأرض مرخاة الطّنب
رأيت فيها برقها منذ بدا ... كمثل طرف العين أو قلب يجب «٣»
جرت بها ريح الصبا حتى بدا ... منها لى البرق كأمثال الشهب «٤»
تحسبه طورا إذا ما انصدعت ... أحشاؤها عنه شجاعا يضطرب «٥»
وتارة تحسبه كأنه ... أبلق مال جله حين وثب «٦»
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute