للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولمن يلبث العصران يوم وليلة ... إذا طلبا أن يدركا ما تيمما

وهذان البيتان من قصيدة طويلة، وهى أجود شعر حميد «١» ، ومن أجود ما فيها:

وما هاج هذا الشوق إلّا حمامة ... دعت ساق حر ترحة وترنّما

تروح عليه والها ثم تغتدى ... مولّهة تبغى له الدّهر مطعما

تؤمل منه مؤنسا لانفرادها ... وتبكى عليه إن زقا وترنّما

كأنّ على إشراقه نور خمرة ... إذا هو مدّ الجيد منه لبطعما

فلمّا اكتسى الرّيش السّحام ولم تجذ ... لها معه في ساحة الحىّ مجثما «٢»

تنحّت قريبا فوق غصن تذأبت ... به الريح صرفا أىّ وجه تيمّما «٣»

فأهوى لها صقر مسفّ فلم يدع ... لها ولدا إلا رماما وأعظما

فأوفت على غصن ضحيّا ولم تدع ... لنائحة في نوحها متلوّما

عجبت لها أنّى يكون غناؤها ... فصيحا ولم تفغر بمنطقها فما «٤»

فلم أر مثلى شاقه صوت مثلها ... ولا عربيّا شاقه صوت أعحما

ومن حبيث الهجاء قوله في هذه القصيدة يخاطب رجلين بعثهما:

وقولا إذا جاورتما أرض عامر ... وجاوزتما الحيّين نهدا وخثعما

تريعان من جرم بن زيّان أنهم ... أبوا أن يريقوا في الهزاهز محجما «٥»

وما هجيت جرم بأشدّ من هذا، يريد أنهم لذلتهم لم يتروا أحدا فيطالبهم بذحل.

<<  <  ج: ص:  >  >>