يريد يزيد بن منصور؛ وكانت أم المهدىّ أم موسى بنت منصور الحميرى وأنشده:
علم العالم أنّ المنايا ... سامعات لك فيمن عصاكا
فإذا وجّهتها نحو طاغ ... رجعت ترعف منه قناكا «١»
ولو أنّ الريح بارتك يوما ... فى سماح قصّرت عن نداكا
وأنشده:
أتته الخلافة منقادة ... إليه تجرّر أذيالها
فلم تك تصلح إلّا له ... ولم يك يصلح إلّا لها
ولو رامها أحد غيره ... لزلزلت الأرض زلزالها
ولو لم تطعه بنات القلوب ... لما قبل الله أعمالها
فقال له المهدى: إن شئت أدّبناك بضرب وجيع؛ لإقدامك على ما نهيت عنه، وأعطيناك ثلاثين ألف درهم جائزة على مدحك لنا. وإن شئت عفونا عنك فقط.
فقال: بل يضيف أمير المؤمنين إلى كريم عفوه جميل معروفه؛ ومكرمتان أكثر من واحدة، وأمير المؤمنين أولى من شفع نعمته وأتمّ كرمه. فأمر له بثلاثين ألف درهم وعفا عنه.
ولما قدم الرشيد الرّقّة أظهر أبو العتاهية الزّهد والتصوف وترك الغزل، فأمره الرشيد أن يتغزّل، فأبى، فحبسه، فغنّى بقوله:
خليلىّ مالى لا تزال مضرّتى ... تكون على الأقدار حتما من الحتم
كفاك بحقّ الله ما قد ظلمتنى ... فهذا مقام المستجير من الظلم
ألا في سبيل الله جسمى وقوّتى ... ألا مسعد حتى أنوح على جسمى