للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأمر بإحضاره وقال: بالأمس ينهاك أمير المؤمنين المهدى عن الغزل، فتأبى إلّا لجاجا ومحكا؛ واليوم آمرك بالقول فتأبى جرأة علىّ وإقداما، فقال:

يا أمير المؤمنين؛ إنّ الحسنات يذهين السيئات، كنت أقول الغزل ولى شباب وجدة، وبى حراك وقوّة، وأنا اليوم شيخ ضعيف لا يحسن بمثلى تصاب؛ فردّه إلى حبسه؛ فكتب إليه:

أنا اليوم لى، والحمد لله، أشهر ... يروح علىّ الغمّ منك ويبكر

تذكّر، أمين الله، حقّى وحرمتى ... وما كنت تولينى، لعلّك تذكر

ليالى تدنى منك بالقرب مجلسى ... ووجهك من ماء البشاشة يقطر

فمن لى بالعين التي كنت مرة ... إلىّ بها من سالف الدّهر تنظر

فبعث إليه: لا بأس عليك؛ فقال:

كأنّ الخلق ركب فيه روح ... له جسد وأنت عليه راس

أمين الله إنّ الحبس بأس ... وقد وقّعت: ليس عليك باس

فأخرجه.

أخذ البيت الأول من هذين علىّ بن جبلة وزاد فيه، فقال لأبى غانم الطوسى:

دجلة تسقى وأبو غانم ... يطعم من تسقى من النّاس

والخلق جسم، وإمام الهدى ... رأس، وأنت العين في الرّاس

وكان عمر بن العلاء ممدّحا، وفيه يقول بشار بن برد:

إذا أيقظتك حروب العدى ... فنبّه لها عمرا ثمّ نم

دعانى إلى عمر جوده ... وقول العشيرة بحر خضم

<<  <  ج: ص:  >  >>