للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأما إذا هانت بضائع بيعه ... فيوشك أن تبقى عليه بضائعه

هو الماء إن أجممته طاب ورده ... ويفسد منه أن تباح مشارعه

فأجابه بقصيدة طويلة، واحتجّ عليه واعتذر إليه في مدحه لغيره؛ فقال في بعض ذلك:

أمّا القوافى فقد حصّنت غرّتها ... فما يصاب دم منها ولا سلب

منعت إلّا من الأكفاء أيّمها ... وكان منك عليها العطف والحدب

ولو عضلت عن الأكفاء أيّمها ... ولم يكن لك في إظهارها أرب «١»

كانت بنات نصيب حين ضنّ بها ... على الموالى ولم تحفل بها العرب

وقد قيل إن أبا تمام أجابه بقوله:

أبا جعفر إن كنت أصبحت شاعرا ... أسامح في بيعى له من أبايعه

فقد كنت قبلى شاعرا تاجرا به ... تساهل من عادت عليك منافعه

فصرت وزيرا والوزارة مكرع ... يغصّ به بعد اللّذاذة كارعه «٢»

كم من وزير قد رأينا مسلّطا ... فعاد وقد سدّت عليه مطالعه

ولله قوس لا تطيش سهامها ... ولله سيف لا تفلّ مقاطعه

قال أبو بكر محمد بن يحيى الصولى: ويقال إن هذه الأبيات منحولة لحبيب، وليس مثل أبى جعفر في جلالة قدره واصطناعه لحبيب يعامل بمثل هذا الجواب،

<<  <  ج: ص:  >  >>