للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عناقا وضمّا والتزاما كأنما ... يرى جسدانا جسم روح مركب

فبتنا وإنا لو تراق زجاجة ... من الخمر فيما بيننا لم تسرّب

وشعره في هذا المعنى كثير.

وروى أنه قال: أنا أشعر الناس؛ لأنّ لى اثنى عشر ألف قصيدة، فلو اختير من كل قصيدة بيت لاستندر، ومن ندرت له اثنا عشر ألف بيت فهو أشعر الناس «١» ؛ وقد نثرت نظمه في أضعاف الكتاب استدعاء لنشاط القارىء وكراهة في إملاله.

وكان بشار أرقّ المحدثين ديباجة كلام، وسمّى أبا المحدثين؛ لأنه فتق لهم أكمام المعانى، ونهج لهم سبيل البديع، فاتّبعوه؛ وكان ابن الرومى يقدمه، ويزعم أنه أشعر من تقدّم وتأخر.

وهو يتعلق في شعره بولاء عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، ويفتخر بالمضرية. قال له المهدى: فيمن تعتزى؟ قال: أمّا اللسان فعربىّ، أما الأصل فكما قلت في شعرى! قال: وما قلت؟ فأنشده:

ونبّئت قوما لهم إحنة ... يقولون من ذا وكنت العلم

ألا أيها السائلى جاهلا ... ليعرفنى أنا إلف الكرم «٢»

نمت في المكارم بى عامر ... فروعى وأصلى قريش العجم

وإنى لأغنى مقام الفتى ... وأصبى الفتاة فلا تعتصم

البيت الأول من هذه الأبيات ينظر إلى قول جميل:

إذا ما رأونى طالعا من ثنية ... يقولون من هذا وقد عرفونى

<<  <  ج: ص:  >  >>