للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجارية بيد ممضيها، النازلة على حكم قاضيها، والفأل لا يردّ المريد عما يريد إنما يقوّى منّته، ويسرّ مهجته؛ وليس هذا موضع تطويل، فى إيراد الدليل.

وفي جفاء القاسم بن عبيد الله إياه يقول معاتبا:

ألم ترنى أقرضتك الودّ طائعا ... ولم تر قبلى معسرا قطّ أقرضا

لعمرى لقد صوّرت أبيض مشرقا ... فلم لا ترينى وجه نعماك أبيضا

فيا ويح مولاك استغاث بمشرب ... فأشرق فاستشفى شفاء فأفرضا «١»

ولولا اعتقادى أنك الخير كله ... لأزمعت توديعا، قضى الله ما قضى

وإنى وإن دارت علىّ دوائر ... لأعرض عمّن صدّ عنى وأعرضا

وما زلت عرّافا إذا الزاد رابنى ... بخبث وعيّافا إذا الماء عرمضا «٢»

وهذا البيت كقول الآخر:

وإنى للماء المخالط للقذى ... إذا كثرت ورّاده لعيوف

وفي ابنة المسيبى يقول ابن الزومى يعزّيه:

أخا ثقتى أعزز علىّ بنكبة ... مناك بها صرف القضاء المقدّر

صبت، وما للمرء من حكم ربّه ... محيد، وأمر الله أعلى وأقهر

وقد مات من لا يخلف الدهر مثله ... عليك من الأسلاف والحقّ يبهر

تعزيت عمن أثمرتك حياته ... ووشك التعزى عن ثمارك أجدر

لأن اختيال الدهر في ابن وفي ابنة ... يسير وكرّ الدهر شيخيك أعسر

تعذّر أن نعتاض من أمهاتنا ... وآبائنا، والنسل لا يتعذّر

<<  <  ج: ص:  >  >>