للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم عاد على بن سليمان إلى أذاه، واتصل به أنّ رجلا عرض عليه قصيدة من شعره فطعن عليها، فقال قصيدته التي يقول فيها:

أعتقت عبدىّ في القريض معا ... عبدة والفحل من بنى عبده

إن أنا لم أرم بالإساءة من ... زاغ عن القصد أو أبى سدده

قلت لمن قال لى عرضت على ال ... أخفش ما قلته فما حمده

قصرت بالشعر حين تعرضه ... على مبين العمى إذا انتقده

أنشدته منطقى ليشهده ... فغاب عنه عمى وما شهده

ما بلغت بى الخطوب رتبة من ... تفهم عنه الكلاب والقرده

ولا أنا المفهم البهائم ... والطير سليمان قاهر المرده

فإن يقل إننى حفظت فكالد ... فتر جهلا بكل ما اعتقده

سأسمع الناس ذمّه أبدا ... ما سمع الله حمد من حمده

عبدة بن الطبيب، وعلقمة بن عبدة الفحل، وكانا شاعرين مجيدين، وقال علقمة ابن عبدة لرجل ورأى آخر يعتذر إليه وهو معبّس في وجهه: إذا اعتذر إليك المعتذر فتلقّه بوجه مشرق، وبشر مطلق؛ لينبسط المتذلّل، ويؤمّن المتنصّل.

ولابن الرومى في الأخفش إفحاش صنت الكتاب عنه.

قالّ على بن إبراهيم كاتب مسروق البلخى: كنت بدارى جالسا فإذا حجارة سقطت بالقرب منى، فبادرت هاربا، وأمرت الغلام بالصعود إلى السّطح، والنظر إلى كل ناحية؛ من أين تأتينا الحجارة، فقال: امرأة من دار ابن الرومى الشاعر! قد تشوّفت وقالت: اتقوا الله فينا، واسقونا جرّة من ماء، وإلّا هلكنا، فقد مات من عندنا عطشا.

فتقدمت إلى امرأة عندنا ذات عقل ومعرفة أن تصعد إليها وتخاطبها، ففعلت وبادرت بالجرّة، وأتبعتها شيئا من المأكول؛ ثم عادت إلىّ فقالت:

<<  <  ج: ص:  >  >>