إذا هزل اخضرّت فروع حديثه ... ورقّت حواشيه وطابت مشاهده
وإن جدّ كان القول جدّا وأقسمت ... مخارجه ألّا تلين شدائده
ومن جيّد شعر إسحاق قصيدته فى إسحاق بن إبراهيم المصعبىّ بعد إيقاعه بالخرّمية:
تقضّت لبانات وجدّ رحيل ... ولم يشف من أهل الصفاء غليل
ومدّت أكفّ للوداع فصافحت ... وفاضت عيون للفراق تسيل
ولابدّ للالّاف من فيض عبرة ... إذا ما خليل بان عنه خليل «١»
فكم من دم قد طلّ يوم تحمّلت ... أوانس لا يودى لهن قتيل «٢»
غداة جعلت الصبر شيئا نسيته ... وأعولت لو أجدى علىّ عويل «٣»
ولم أنس منها نظرة هاج لى بها ... هوى منه باد ظاهر ودخيل
كما نظرت حوراء فى ظلّ سدرة ... دعاها إلى ظلّ الكناس مقيل
فلا وصل إلّا أن تلافاه أينق ... عتاق مماها؟؟؟ شدقم وجديل «٤»
إذا قلبت أجفانها بتنوفة ... طوى البعد منها هزة وذميل «٥»
تفرّد إسحاق بنصح أميره ... فليس له عند الإمام عديل
يفرج عنه الشكّ صدق عزيمة ... ولبّ به يعلو الرجال أصيل
أغرّ بجيب الوالدين كأنه ... حسام جلت عنه العيون صقيل
بنى مصعب للمجد فيكم إذا بدت ... وجوهكم للناظرين دليل
كرمتم فما فيكم جبان لدى الوغى ... ولا منكم عند العطاء بخيل
غلبتم على حسن الثناء فراقكم ... ثناء بأفواه الرجال جميل