للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا استكثر الأعداء ما قلت فيكم ... فإن الذى يستكثرون قليل

وهذا نمط الحذاق الفحول، وقال:

ومدرجة للريح غبراء لم يكن ... ليجشمها زمّيلة غير صارم «١»

يضلّ بها السارى وإن كان هاديا ... وتقطع أنفاس الرياح النّواسم

تعسّفت أبرى جوزها بشملّة ... بعيدة ما بين العرى والمحازم «٢»

كأنّ شرار المرو من نبذها به ... نجوم هوت إحدى الليالى العواتم «٣»

إذا ضمّها والسّفر ليل فغيبت ... دياجيره عنهم رءوس المعالم

تنادوا فصاروا تحت أكناف رحلها ... ليهديهم قدح الحصى بالمناسم

وقال:

ولما رأين البين قد جدّ جده ... ولم يبق إلّا أن تبين الركائب

دنونا فسلّمنا سلاما مخالسا ... فردّت علينا أعين وحواجب

تصدّ بلا بغض ونخلس لمحة ... إذا غفلت عنا العيون الرواقب

نذاد إذا حمنا لنشفى غلة ... كما ذيد عن ورد الحياض الغرائب

وما أحسن ما قال أبو العباس الناشىء فى هذا المعنى:

ولما رأين البين زمّت ركابه ... وأيقنّ منا بانقطاع المطالب

طلبن على الرّكب المجدين علّة ... فعجن علينا من صدور الركائب

فلما تلاقينا كتبن بأعين ... لنا كتبا أعجمنها بالحواجب

فلما قرأناهنّ سرّا طوينها ... حذار الأعادى بازورار المناكب

وقال إسحاق:

ألا من لقلب لا يزال رميّة ... للمحة طرف أو لكسرة حاجب

(٢- زهر الآداب ٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>