للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضحوكا إذا لاعبته الرياح ... تأوّد كالشارب المرجحن

فشبّه صحبى سنا نورها ... بديباج كسرى وعصب اليمن

فقلت: بعدتم، ولكننى ... أشبهه بجناب الحسن

فتى لا يرى المال إلا العطاء ... ولا الكنز إلّا اعتقاد المنن

وأما قوله فى صفة الغوانى «يسيّر ضاحى وشيها وينمنم» وقوله فى وصفها:

«وتخال الوشى فيه منمنما» فمن قول أبى تمام:

حلّوا بها عقد النسيب، ونمنموا ... من وشيها نثرا لها وقصيدا

ومن قوله الذى أبدع فيه:

ووالله لا أنفك أهدى شواردا ... إليك تحمّلن الثناء المنخّلا «١»

تخال به بردا عليك محبّرا ... وتحسبه عقدا عليك مفصّلا

ألذّ من السّلوى وأطيب نفحة ... من المسك مفتوقا وأيسر محملا

أخفّ على قلبى وأثقل قيمة ... وأقصر فى قلب الجليس وأطولا

وقول البحترى

هى الأبحم اقتادت مع الليل أنجما

مأخوذ من قول أبى تمام مقصرا عنه كلّ تقصير عن استيفاء إحسانه حيث يقول:

أصخ تستمع حرّ القوافى؛ فإنها ... كواكب إلّا أنهنّ سعود

ولا تمكن الإخلاق منها فإنما ... يلذّ لباس البرد وهو جديد

فهذه خصال صاحبك فيما عددته من محاسنه التى هتكت بها ستور عواره، ونشرت مطوىّ أسراره، حتى استوضحت الجماعة أنّ إحسانه فيها عاريّة مرتجعة، ووديعة منتزعة، فاسمع ما قال أبو تمام فى نحو أبياتك التى أوجبت الفضل لصاحبك حين قال مبتدئا:

<<  <  ج: ص:  >  >>