للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالآن أعطيت القوس باريها، وزناد المكارم موريها، والصمصامة مصلتها، والقناة معلمها، وحلّة المجد لا بسها.

وكان النجيرمى جيّد الروية والبديهة فى نظمه ونثره، حلو التصريف، مليح التأليف، وكان يوما عند أبى المسك كافور الإخشيدى، فدخل عليه أبو الفضل ابن عياش فقال: أدام الله أيام سيدنا الأستاذ- بالخفض- فتبسّم كافور إلى أبى إسحاق، فقال ارتجالا:

لا غرو إن لحن الدّاعى لسيّدنا ... وغصّ من هيبة بالريق والبهر

فمثل سيدنا حالت مهابته ... بين البليغ وبين القول بالحصر

فإن يكن خفض الأيام من دهش ... من شدة الخوف لا من قلّة البصر

فقد تفاءلت فى هذا لسيدنا ... والفأل مأثرة عن سيّد البشر

بأن أيامه خفض بلا نصب ... وأن دولته صفو بلا كدر

فأمر له بثلاثمائة دينار، ولابن عياش بمائتين.

وقال حمدان الدمشقى يصف قلما:

للأيم بعثته وشقّ لسانه ... وله إذا لم تجره إطراقه

كالحيّة النّضناض إلّا أنه ... من حيث يجرى سمه ترياقه

قال العتابى: سألنى الأصمعى فقال لى: أى الأنابيب أصلح للكتابة وعليها أصبر؟ فقلت: ما نشف بالهجير ماؤه، وستره عن تلويحه غشاؤه، من التّبرية القشور الدرّية الظهور، الفضية الكسور، قال: فأىّ نوع من البرى أكتب وأصوب؟

قلت: البرية المستوية القطّ، عن يمين سنّها، برية تأمن معها المجّة عند المط «١» ،

<<  <  ج: ص:  >  >>