للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بجرانه، وأخذ الدرهم من مصره، وأرهف قلم كلّ كاتب بجبايته. قلت: فما عندك فى أحمد بن أبى دواد؟ قال: عضلة «١» لا تطاق، وجندلة لا ترام، ينتحى بالمدى لتحزه فيجور، وتنصب له الحبائل حتى تقول: الآن، ثم يضبر «٢» ضبرة الذئب، ويخرج خروج الضب، والخليفة يحنو عليه، والقرآن آخذ بضبعيه. قلت:

فما عندك فى عمر بن فرج؟ قال: ضخم حضجر «٣» ، غضوب هزبر. قد أهدفه القوم لبغيهم، وانتضلوا له عن قسيّهم، وأحر له بمثل مصرع من يصرع.

قلت: فما عندك فى خبر اين الزّيات؟ قال: ذلك رجل وسع الورى شره، وبطن بالأمور خيره. فله فى كل يوم صريع، لا يظهر فيه أثر ناب ولا مخلب، إلا بتسديد الرأى.

قلت: فما عندك فى خبر إبراهيم بن رياح! قال: ذاك رجل أوبقه كرمه، وإن يفز للكرام قدح، فأحر بمنجاته، ومعه دعاء لا يخذله، وربّ لا يسلمه، وفوقه خليفة لا يظلمه. قلت: فما عندك فى خبر نجاح بن سلمة؟ قال: لله دره من ناقض أوتار، يتوقد كأنه شعلة نار، له فى الفينة بعد الفينة، عند الخليفة خلسة كخلسة السارق، أو كحسوة الطائر، يقوم عنها وقد أفاد نعما، وأوقع نقما. قلت: فما عندك فى خبر ابن الوزير؟ قال: إخاله كبش الزنادقة، ألا ترى أنّ الخليفة إذا أهمله خضم ورتع، وإذا أمر بتقصيه أمطر فأمرع. قلت: فما عندك من خبر الخصيب أحمد] ؟

قال: ذاك أحمق، أكل أكلة نهم، فاختلف اختلاف بثم. قلت: فما عندك فى خبر المعلى بن أيوب؟ قال: ذاك رجل قدّ من صخرة، فصبره صبرها، ومسّه مسّها، وكلّ ما فيه بعد فمنها ولها. قلت: فما عندك من خبر أحمد بن إسرائيل؟ قال: كتوم غرور «٤» ، وجلد صبور، رجل جلده جلد نمر، كلما خرقوا له إهابا، أنشأ الله له إهابا.

قلت: فما عندك من خبر الحسن بن وهب؟ قال: ذاك رجل اتخذ السلطان أخا،

<<  <  ج: ص:  >  >>