للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاتخذه السلطان عبدا، قال: قلت: فما عندك من خبر أخيه سليمان بن وهب؟

قال: شدّ ما استوفيت مسألتك أيها الرجل! ذاك حرمة حبست مع صواحباتها فى جريرة محرمة، ليس من القوم فى ورد ولا صدر، هيهات:

كتب القتل والقتال علينا ... وعلى الغانيات جرّ الذيول

قال: قلت: فما عندك من خبر عبد الله بن يعقوب؟ قال: أموات غير أحياء، وما يشعرون أيّان يبعثون.

قلت: فأين نزلت فأؤمّك؟ قال: مالى ينزل تأمّه. أنا أستتر فى الليل إذا عسعس «١» ، وأنتشر فى الصبح إذا تنفّس.

ومن مليح شعر راشد بن إسحاق بن راشد، وهو أبو حكيمة، وكان قوىّ أسر الشعر:

تحيرت فى أمرى وإنى لواقف ... أجيل وجوه الرأى فيك وما أدرى «٢»

أأعزم عزم اليأس فالموت راحة ... أم اقنع بالإعراض والنّظر الشّزر

وإنى وإن أعرضت عنك لمنطو ... على حرق بين الجوانح والصدر

إذا هاج شوقى مثّلتك لى المنى ... فألقاك ما بينى وبينك فى ستر

فديتك لم أصبر ولى فيك حيلة ... ولكن دعانى اليأس فيك إلى الصبر

تصبّرت مغلوبا وإنى لموجع ... كما صبر الظمآن فى البلد القفر

وقال:

عتبت عليك فى قطع العتاب ... فما عطفتك ألسنة العتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>