وإنى لأستغشى وما بى نعسة ... لعلّ خيالا منك يلقى خياليا
وأخرج من بين الجلوس لعلّنى ... أحدّث عنك النفس فى السرّ خاليا
تقطّع أنفاسى لذكرك أنفسا ... يردن فما يرجعن إلا صواديا
وقد قال فيه قيس بن ذريح:
وإنى لأهوى النوم فى غير نعسة ... لعلّ لقاء فى المنام يكون
تخبّرنى الأحلام أنى أراكم ... فياليت أحلام المنام يقين
وكان البحترى أكثر الناس إبداعا فى الخيال، حتى صار لاشتهاره مثلا يقال له «خيال البحترى» ، وفى بعض ذلك يقول:
ألمّت بنا بعد الهدوّ، فسامحت ... بوصل متى تطلبه فى الجدّ تمنع
فما برحت حتى مضى الليل وانقضى ... وأعجلها داعى الصباح الملمّع
فولّت كأنّ البين يخلج شخصها ... أوان تولّت من حشاى وأضلعى «١»
وقال:
سقى الغيث أجزاعا عهدت بجوّها ... غزالا تراعيه الجاذر أغيدا
إذا ما الكرى أهدى إلىّ خياله ... شفى قربه التبريح أو نقع الصدى «٢»
فلم نر مثلينا ولا مثل شأننا ... نعذّب أيقاظا وننعم هجّدا
وقال:
بلى وخيال من أثيلة كلما ... تأوّهت من وجدى تعرّض يطمع
يرى مقلتى ما لا ترى من لقائه ... وتسمع أذنى رجع ما ليس تسمع
[ويكفيك من حق تخيّل باطل ... تردّ به نفس اللهيف فترجع]
قوله فى البيت الأخير من قول الحسين بن الضحاك: