للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وماذا يفيدك طيف الخيا ... ل والهجر حظّك ممن تحب

غناء قليل، ولكننى ... تملّيته بقنوع المحب

وللحسين فى هذا المعنى وإن لم يكن فى ذكر الخيال:

وصف البدر حسن وجهك حتّى ... خلت أنى، وما أراك، أراكا

وإذا ما تنفّس النرجس الغضّن ... توهّمته نسيم جناكا

خدع للمنى تعلّلنى فيك ... بإشراق ذا ونكهة ذاكا «١»

وأول من طرد الخيال طرفة بن العبد، فقال:

فقل لخيال الحنظلية ينقلب ... إليها فإنى واصل حبل من وصل

فتبعه جرير فى قوله فقال:

طرقتك صائدة القلوب وليس ذا ... حين الزيارة فارجعى بسلام

قال البحترى، ونفى هذا المعنى بقوله:

قد كان منى الوجد غبّ تذكّر ... إذ كان منك الصدّ غبّ تناسى

تجرى دموعى حين دمعك جامد ... ويلين قلبى حين قلبك قاسى

ما قلت للطيف المسلم لا تعد ... تغشى، ولا نهنهت حامل كاسى

وقال ابن هانى الأندلسى:

ألا طرقتنا والنجوم ركود ... وفى الحىّ أيقاظ ونحن هجود «٢»

وقد أعجل الفجر الملمّع خطوها ... وفى أخريات الليل منه عمود

سرت عاطلا غضبى على الدرّ وحده ... فلم يدر نحر مادهاه وحيد «٣»

فما برحت إلا ومن سلك أدمعى ... قلائد فى لبّاتها وعقود

ألم يأتها أنّا كبرنا عن الصّبا ... وأنا بلينا والزمان جديد

<<  <  ج: ص:  >  >>