بصفحتى، أو لقى الفضل بصحيفتى، فمالى صغرت فى عينه؟ وما الذى أزرى بى عنده؟ حتى احتجب وقد قصدته، ولزم أرضه وقد حضرته، وأنا أحاشيه أن يجهل قدر الفضل، أو يجحد فضل العلم، أو يمتطى ظهر التّيه، على أهليه، وأسأله أن يختصّنى من بينهم بفضل إنعام إن زلت بى مرة قدم رأى فى قصده، وكأنى به وقد غضب لهذه المخاطبة المجحفة، والرتبة المتحيّفة، وهو فى جنب جفائه يسير، وإن أقلع عن عادته إلى الوفاء، ونزع عن شيمته فى الجفاء؛ فأطال الله بقاء الأستاذ وأدام عزّه وتأييده وله إليه رقعة:
يعزّ علىّ- أطال الله بقاء الشيخ الرئيس- أن ينوب فى خدمته قلمى، عن قدمى، ويسعد برؤيته رسولى، دون وصولى، ويرد شرعة الأنس به كتابى، قبل ركابى، ولكن ما الحيلة والعوائق جمة:
وعلىّ أن أسعى ولي ... س علىّ إدراك النجاح
وقد حضرت داره، وقبّلت جداره، وما بى حبّ الجدران، ولكن شغفا بالقطان، ولا عشق الحيطان، ولكن شوقا إلى السكان، وحين عدت العوادى عنه، أمليت ضمير الشوق على لسان القلم، معتذرا إلى الشيخ على الحقيقة، عن تقصير وقع، وفتور فى الخدمة عرض، ولكنى أقول:
إن يكن تركى لقصدك ذنبا ... فكفى ألا أراك عقابا
وله جواب إلى رئيس هراة عدنان بن محمد: ورد كتاب الشيخ الرئيس سيدى، فظلت وفود النعم تترى علىّ، ومثلت لدى وبين يدى، وقد أخذ مكارم نفسه، فجعلها قلادة غرسه، وتتّبع المحاسن من عنده، فحلّى بها نحر عبده «١» ، وما أشبّه رائع حليّه، فى نحر وليّه، إلا بالغرّة اللائحة «٢» ، على [الدّهمة] الكالحة