للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالت سكينة والدموع ذوارف ... تجرى على الخدّين والجلباب

ليت المغيرىّ الذى لم أجزه ... فيما أطال تصيّدى وطلابى

كانت تردّ لنا المنى أيّامنا ... إذ لا نلام على هوى وتصاب

خبّرت ما قالت فبتّ كأنما ... يرمى الحشى بنوافذ النّشّاب

أسكين ما ماء الفرات وطيبه ... منّى على ظمأ وفقد شراب

بألذّ منك، وإن نأيت، وقلّما ... ترعى النساء أمانة الغيّاب

إن تبذلى لى نائلا أشفى به ... داء الفؤاد فقد أطلت عذابى

وعصيت فيك أقاربى وتقطعت ... بينى وبينهم عرى الأسباب

فتركتنى لا بالوصال ممتّعا ... منهم، ولا أسعفتنى بثواب

فقعدت كالمهريق فضلة مائه ... فى حرّ هاجرة للمع سراب

وكانت سكينة من أجمل نساء زمانها وأعقلهنّ، وكان مصعب بن الزبير قد جمع بينها وبين عائشة بنت طلحة بن عبيد الله؛ فلما قتل مصعب قالت سكينة:

فإن تقتلوه تقتلوا الماجد الذى ... يرى الموت إلا بالسيوف حراما

وقبلك ما خاض الحسين منيّة ... إلى القوم حتى أو ردوه حماما

وقال على بن الحسين «١» رحمه الله: لو كان الناس يعرفون جملة الحال فى فضل الاستبانة، وجملة الحال في فضل التبيين، لأعربوا عن كل ما بتلجلج فى صدورهم، ولوجدوا من برد اليقين ما يغنيهم عن المنازعة إلى كل حال سوى

<<  <  ج: ص:  >  >>