وقد قرّحت آماقها من البكاء فى الجاهلية والإسلام، فلو نهيتها لرجونا أن تنتهى، فقال لها عمر رضى الله عنه: اتقى الله وأيقنى بالموت، قالت: أبكى أبى وخير بنى مضر صخرا ومعاوية، وإنّى لموقنة بالموت، قال: أتبكين عليهم وقد صاروا جمرة فى النار؟ قالت: ذلك أشدّ لبكائى عليهم! فرقّ لها عمر وقال: خلّوا عن عجوزكم لا أبا لكم! فكل امرىء يبكى شجوه، ونام الخلىّ عن بكاء الشجى.
وكان عمرو بن الشريد يأخذ بيد ابنيه معاوية وصخر فى الموسم، ويقول:
أنا أبو خيرى مضر، فمن أنكر فليغيّر، فلا يغير ذلك عليه أحد، وكان يقول:
من أتى بمثلهما أخوين من قبل فله حكمه، فتقرّ له العرب بذلك.
وكان النبى صلى الله عليه وسلم يقول: أنا ابن الفواطم من قريش، والعواتك من سليم، وفى سليم شرف كثير.
وكان يقال لمعاوية: فارس الجون، والجون من الأضداد، يقال للأسود والأبيض، وقتلته بنو مرّة، قتله هاشم بن حرملة، فطلبه دريد بن الصّمّة حتى قتله، وأما صخر فغزا أسد بن خزيمة فأصاب فيهم، وطعنه ثور ابن ربيعة الأسدى، فأدخل فى جوفه حلقا من الدرع فأندمل عليه، فنتأت قطعة من جنبه مثل اليد، فمرض لها حولا، ثم أشير عليه بقطعها، فأحموا له شفرة ثم قطعوها، فما عاش إلا قليلا.
ومن جيد شعر ليلى الأخيلية ترثى توبة بن الحمير الخفاجى، وكان لها محبّا، وله فيها شعر كثير، وقتله بنو عوف بن عقيل، قتله عبد الله بن سالم: