للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجابوا عن ذلك -إن صح، يعني أنا أقول ما قاله الفقهاء، قد أوافق أو لا أوافق- إن صح فالفرق واضح، الفرق ظاهر؛ لأن الوصية لهم تمليك جديد، وما بأيديهم ملك مستمر، فهو لهم، والنبي صلى الله عليه وسلم قد مَلَّكَهُم كل عَظْم ذُكِرَ اسم الله عليه يجدونه أَوْفَر ما يكون لحمًَا، قال لهم: «لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ تَجِدُونَهُ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا»، وهذا يدل على أنهم يأكلون، «وَكُلُّ بَعْرَةٍ فَهِيَ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ» (٢).

هل يصح أن يُوصِي لِمَلَك، لجبريل، مكائيل، إسرافيل؟

طلبة: لا يصح.

الشيخ: لا يصح، ليش؟ الْمَلَك لا يملك، الملائكة عليهم الصلاة والسلام لا يأكلون ولا يشربون، صُمْت، يعني: ليس لهم أمعاء وليس لهم معدات ولا شيء، صُمْت فهم لا يملكون، ولا تصح الوصية لهم.

إذا أوصى لدابّة، قال: هذه وصية لبعير فلان؛ لأنه ركب البعير ووجدها هِمْلَاجَة وسهلة، فقال: صَنَعَتْ إليّ معروفًا وسأكافئها، وأوصى بهذه البقعة من الأرض الزراعية قال: هذه لبعير فلان وصيةً، يصح أو لا يصح؟

طلبة: لا يصح.

الشيخ: لا يصح؛ لأنها لا تَمْلِك.

المهم القاعدة: مَن الذي تصح الوصية له؟ كل مَن يصح تَمَلُّكُه، ومَن لا فلا.

الآن جاء وقت الأسئلة.

طالب: أحسن الله إليك، هل فيه أحد يقول أوصيت لجبريل؟

الشيخ: يقول أيش؟

الطالب: أوصت لجبريل أو لجني؟

الشيخ: إي فيه، جني ما مَرَّ عَلَيَّ، لكن الملائكة فيه ناس جُهَّال ما يدرون، أما الجن فلهم أصدقاء من الإنس، وأسمع أنه فيما سبق يحضرون الدروس، عاد ما أدري يُلْقُون أسئلة أو ما يلقون ما أدري، لكنهم يسمعونهم، لا ما يُرى، لكن ربما يُرى الجني.

طالب: بارك الله فيك يا شيخ، مثال واحد وَصَّى لجبريل ..

الشيخ: أيش؟

طالب: لواحد وَصَّى جبريل أو مكائيل، ماذا يفعلون بالمال؟

الشيخ: للورثة.

الطالب: للورثة.

الشيخ: إي نعم؛ لأنه ما تصح الوصية.

<<  <  ج: ص:  >  >>