الطالب: في البخاري يا شيخ أن الرفع عن ابن عمر أن الرفع في أربعة مواضع ..
الشيخ: رواه عنه ابن عمر: كان النبي صلى الله عليه وسلم: يرفع يديه إلى حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة (٢٧).
ما هي الحكمة من هذا الرفع؟
طالب: الحكمة قيل: إن في هذا تعظيمًا لله سبحانه وتعالى.
الشيخ: نعم، إظهار التعظيم لله.
الطالب: إي نعم، وقيل: إن هذه إشارة إلى رفع الحجاب بين المصلِّي وبين ربه.
الشيخ: اثنين.
طالب: قيل: إنها من زينة الصلاة.
الشيخ: زينة للصلاة.
الطالب: قيل أيضًا إنها يجتمع فيها العبادتان القولية والفعلية ..
الشيخ: إشارة لتعظيم الله، فيجتمع في ذلك التعظيم القولي والفعلي.
وهنا مباحث:
أولًا: الرفع يقول المؤلف: (إلى حذو المنكبين)، والمنكبان هما الكتفان، فيكون منتهى الرفع إلى الكتفين، هكذا (مضمومتي الأصابع ممدودة)، فإذا قُدِّر أن في الإنسان آفة تمنعه من رفع اليدين إلى المنكبين، فماذا يصنع؟ يرفع إلى حيث يقدر عليه؛ لقول الله تعالى:{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}، كذلك إذا قُدِّر أن في الإنسان آفة، لا يستطيع أن يرفعهما إلى حذو المنكبين، بل إلى أكثر من ذلك كما لو كانت مرافِقه لا تنحني بل هي واقفة، ما يقدر يقوم إلا كذا مثلًا، يرفع ولَّا لا؟
طالب: نعم.
الشيخ: يرفع لقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ اسْتَطَعْتُمْ}، وإذا كان لا يستطيع الرفع بواحدة رفع بالأخرى للآية؛ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان واقفًا بعرفة فسقط خِطام ناقته، وكان رافعًا يديه يدعو أخذه بإحدى يديه والأخرى مرفوعة يدعو الله بها (٢٨).
ويقول المؤلف:(رافعًا يديه مضمومتي الأصابع ممدودة)، الضم أي رَص بعضها إلى بعض، والمد ضد القبض، هكذا.
وقال بعض العلماء: إنه ينشرها؛ أي يفرقها هكذا، ولكن الصحيح ما ذكره المؤلف؛ لأن هذا هو الوارد عن النبي عليه الصلاة والسلام.