أقول: الحيوان البحري سبق أنه لا يشترط فيه التذكية بدلالة القرآن والسنة. وقولنا:(إلا الجراد) فإن الجراد لا تشترط له التذكية، وذلك لأنه ليس فيه دم حتى يحتاج إلى انهاره، وأصل التذكية من أجل انهار الدم؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:«مَا أَنْهَرَ الدَّمَ، وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَكُلْ»(١٦)، فإذا كان الغرض انهار الدم فإن الجراد ليس فيه دم حتى يحتاج إلى انهاره، لكن بماذا نصل إليه لجراد؟ إذا أردنا أن نأكله، كيف نعمل؟ نأكله حيًّا ولَّا أيش؟ يجوز إنه يطبخ وهو على النار؟ يجوز نعم، للضرورة، وكذلك يجوز شيه، يعني أن يشوى بالنار.
وليس هذا من باب التعذيب بالنار؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول:«لَا يُعَذِّبُ بِالنَّارِ إِلَّا اللَّهُ»(١٧). هذا ليس من باب التعذيب، ولكنه من باب الوصول إلى الانتفاع به.
شروطها: أولًا: (أهلية المذكي بأن يكون عاقلًا مسلمًا أو كتابيًّا).
طالب:( ... ) فيه خلاف أنه بري أو بحري؟
الشيخ: فيه اختلاف، لكن الصواب أنه بري بلا شك؛ لأنه ما يعيش في الماء ويعيش في البر، لكن اللي قالوا إنه بحري يقولون: إن أصله نفرة حوت ينفره من بطنه، أو من أنفه، ثم يتولد، ولكن ما هو بصحيح هذا.
يشترط أهلية المذكي بأن يكون عاقلًا مسلمًا أو كتابيًّا، أن يكون عاقلًا: وضده المجنون، وضده أيضًا: من دون التمييز؛ لأنه لا عقل له، وضده أيضًا: من بلغ كبرًا سقط فيه تمييزه كالمهذري فإنه لا يصح تذكيته؛ لأنه ليس له عقل يقصد به التذكية.