للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم هنا مسألة لا بد أن ننبه عليها، وهي أن بعض الفقهاء رحمهم الله يقولون: إن الإمام إذا شرع في الدعاء في حال الخطبة يجوز الكلام؛ لأن الدعاء ليس من أركان الخطبة، ويقولون: إنه يجوز الكلام في غير أركان الخطبة -وقد عرفتم أركانها- ولكنه قول ضعيف؛ لأن الدعاء ما دام متصلًا بالخطبة فهو منها، وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستغفر للمؤمنين في كل جمعة في الخطبة (١٣).

فالصحيح أنه ما دام الإمام يخطب، سواء في أركان الخطبة أو فيما بعدها فالكلام حرام، أما بين الخطبتين وقبل الخطبة الأولى وبعد الخطبة الثانية فلا بأس، ولكن الأفضل عدم الكلام لئلا يستمر به الكلام حتى يتكلم والإمام يخطب.

وبهذا انتهى ما كتبه المؤلف رحمه الله في باب صلاة الجمعة، وحينئذ نرجع لنبحث ما سبق كما طلبتم. فأولًا: هل صلاة الجمعة صلاة مستقلة أو هي نائبة عن الظهر؟

طالب: صلاة مستقلة.

الشيخ: صلاة مستقلة، ليست نائبة عن الظهر؟

الطالب: نعم.

الشيخ: وليست الظهر أيضًا بدلًا عنها. ما هو التعليل أو الدليل لكونها صلاة مستقلة؟

طالب: ( ... ) صلاة مستقلة، أنها لا تجوز وقت ( ... ) خرجت عن وقتها لا يجوز ( ... ).

الشيخ: نعم، هذا واحد.

طالب: تغير الصفة.

الشيخ: تغير الصفة.

طالب: أنها لا تصلى في السفر.

الشيخ: نعم، أنها لا تشرع في السفر.

طالب: يجب أن يتقدمها خطبتان.

الشيخ: يجب أن يتقدمها خطبتان.

طالب: لا تقضى إذا فاتت.

الشيخ: لا تقضى إذا فاتت.

طالب: لا يجمع ما بعدها.

الشيخ: لا يجمع ما بعدها إليها.

طالب: القراءة جهرية.

الشيخ: هذا داخل في اختلاف الصفة.

طالب: لا بد من ( ... ).

الشيخ: نعم، لا بد من ( ... ).

طالب: لا بد من الجهر فيها ( ... ).

الشيخ: لا، المشروع وليس واجبًا.

الطالب: المشروع تُصَلَّى قبل الزوال.

الشيخ: تُصَلَّى قبل الزوال على خلاف في ذلك. إذن يمكن أن نكلف ببحث عنوانه: الفروق بين الجمعة والظهر. ممكن؟

طالب: ممكن.

الشيخ: طيب، من يستعد؟ ( ... ).

<<  <  ج: ص:  >  >>