للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَكسف القمر أو الشمس والناس في دنياهم، الأغاني تُسمع، وكل شيء على ما هو عليه، لا تجد إلا الشباب المقبل على دين الله الآن أو بعض الشيوخ والعجائز، وإلا فالناس سادرون لاهون، ولهذا لا يتعظ الناس بهذا الكسوف، لا في الشمس، ولا في القمر مع أنه أمر هام، ويجب الاهتمام به.

وهل من الأفضل أن يُخبر الناس به قبل أن يقع، أو أن يأتي بغتة؟

لا شك أن إتيانه بغتة أشد وقعًا في النفوس، أشد وقعًا بلا شك، ولكن إذا تحدث الناس عنه قبل وقوعه وتروَّدت النفوس له، واستعدت له صار كأنه أمر طبيعي كأنه صلاة عيد يجتمع الناس إليها، ولهذا لا تجد في هذه المسألة لا تجد الإخبار بها بوقوع الكسوف لا تجد فيه فائدة إطلاقًا، هو إلى المضرة أقرب منه إلى الفائدة.

يقول بعض الناس: ألا نخبر الناس ليستعدوا لهذا الشيء؟

نقول: لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموه فاصبروا، لا نستعد لأمر يخوفنا الله به، بل إذا وقع ورأيناه بأعيننا، فحينئذٍ نصلي، نفعل ما أُمرنا به، أما أن نقول: سيقع.

وأظن قبل كم سنة قالوا: إن الشمس سيكون فيها كسوف جزئي عند منتصف النهار، جزئي لا يؤثر في ضوئها، فصار الناس يتشوفون لهذا الكسوف، يلبسون ملايات السود لأجل يشوفون الشمس واللي يضع ماء، ويضعه في مكان ليس فيه هواء لئلا يترجرج علشان يدركون أنها كَسفت لماذا؟ لماذا تفعل هذا؟

احمد ربك على العافية أن الله لم يبينه، قد يبين في أرض غير أرضك، أنت إذا لم يظهر أثر الكسوف على ضوء الشمس، وإن قال الفلكيون: إنها ستكسف لا تصلي؛ لأن الرسول قال: «إِذَا رَأَيْتُم ذَلِكَ فَصَلُّوا» (١٤) إذا رأيتم الرؤية العادية المعتادة، أما إذا من الله علينا بأن صار لا يُرى في بلدنا إلا بمكبر أو لباس نظارات، أو صحون ماء، فالحمد لله على العافية، لا تحرص عليها.

نعم، أظن ما يمكن أن نأخذ؟

طالب: ( ... ).

الشيخ: نعم، عمومات، ما فيه إلا عمومات فقط.

طالب: المقيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>