للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: المهم رجل تُوفِّي وعليه مئة درهم زكاة، وعليه مئة درهم دين، ولم نجد في تركته إلا مئة، ماذا نقدم؟

الطالب: وإن كان تعطيل الزكاة لأجل البخل فالدَّيْن مقدم؟

الشيخ: لا، هذا، ما قال شيئًا، هذا مات ووجدنا عنده مئة.

طالب: وبعده فيه اختلاف العلماء ثلاثة أقوال، وبعضهم يقولون: الدَّيْن مُقدَّم؛ لأنه هو حق الآدمي، وبعضهم يقولون: هذا حق الله، وحق الله مُقدَّم عليه، والقول الثالث يقولون: على القِسمة بين الزكاة وبين الدَّيْن.

الشيخ: أحسنت تمام، إذن.

الطالب: إذا كانت الزكاة بخلًا ( ... )!

الشيخ: تمام صدقت، الآن فيها ثلاثة أقوال:

القول الأول: تُقدَّم الزكاة، والثاني: يُقدَّم الدَّيْن، والثالث: يتحاصَّان. نحتاج الآن إلى .. ما حجة من قال: يُقدَّم الدَّين على الزكاة؟

طالب: لأن حق الآدمي -يا شيخ- مبني على المشاحة، وحق الله عز وجل مبني على المسامحة.

الشيخ: تمام، قالوا: وما كان مبنيًّا على المشاحة فهو أولى، والله عز وجل يسمح. وحجة من قال: تُقدم الزكاة؟

طالب: قول الرسول: «اقْضُوا اللَّهَ فَاللَّهُ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ».

الشيخ: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اقْضُوا اللَّهَ فَاللَّهُ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ» (٤) وأحق اسم تفضيل. ومن قال: يتحاصان؟

طالب: يا شيخ، قالوا: هذان حقان وجبا، ولم نجد ما يوفي لهم فيتحاصان في الوجوب.

الشيخ: هل كلاهما واجب في ذمة الميت فيتحاصان؟ الذين قالوا: بأنه يُقضى دين الله، دليلهم نص، والذين قالوا يُقدَّم دَين الآدمي دليلهم؟

طالب: نظر.

الشيخ: نظر؛ تعليل، والذين قالوا بالتسوية أيضًا تعليل، ولكن إذن نحتاج إلى دفع استدلال من استدلوا بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «فَاللَّهُ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ».

<<  <  ج: ص:  >  >>