للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طلبة: إذا غربت الشمس.

الشيخ: إي نعم، المعتبر غروب الشمس لا الأذان، لا سيما في الوقت الحاضر؛ حيث يعتمد الناس على التقويم، ثم يربطون التقويم بساعاتهم، وساعاتهم قد تتغير بتقديم وتأخير، بعض الناس يعتمد كم الوقت اليوم؟ قال: عليها مثلًا ستة وعشرة الغروب، قال: يلا أذن ستة وعشرة، ربما تكون ساعته مقدمة يمكن عشر دقائق، فيؤذن قبل الوقت بعشر دقائق، إذن لا عبرة بأذان المغرب، العبرة بغروب الشمس، فلو غربت الشمس وأنت تشاهدها والناس لم يؤذنوا بعد فلك أن تفطر؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَاهُنَا -وأشار إلى المشرق- وَأَدْبَرَ مِنْ هَاهُنَا -وأشار إلى المغرب- وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ». (٨)

ولا عبرة بالنور القوي، بعض الناس يقول: نبقى حتى يغيب القرص وحتى يبدأ الظلام بعض الشيء، نقول: لا عبرة بهذا، انظر إلى القرص متى غاب أعلاه فقد غربت الشمس، وسُنَّ الفطر، فيُسَنُّ أن يبادر بالفطر، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ» (٧)، وبهذا نعرف أن الذين يؤخرون الفطر إلى أن تشتبك النجوم كالرافضة أنهم ليسوا في خير؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ»، ويروى أن الله سبحانه وتعالى قال: «أَحَبُّ عِبَادِي إِلَيَّ أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا» (٩)، وذلك لما فيه من المبادرة إلى تناول ما أحله الله عز وجل، والله سبحانه وتعالى كريم، والكريم يحب أن يتمتع الناس بكرمه، فيحب من عباده أن يبادروا لما أحل الله لهم، من حين أن تغرب الشمس أفطر.

فإن قال قائل: وهل لي أن أفطر بغلبة الظن؟ بمعنى أنه إذا غلب على ظني أن الشمس غربت فهل لي أن أفطر؟

<<  <  ج: ص:  >  >>