الشيخ: إي نعم، إلا أن بعض العلماء قال: الشيء اليسير الذي جرت به العادة كشمراخ أو شمراخين، فإن هذا لا يرجع به؛ لأن هذا من جنس ما يُتقابَل به، أما قول مالك: الثلث. فهذا لا، ضعيف.
بقينا إذا تلف بسبب من المشتري، إذا تلف أو نقص بسبب من المشتري، فهل يرجع على البائع؟
طالب: لا يرجع.
الشيخ: ما يرجع؛ لأنه هو الذي تسبب له، مثل هذا: الرجل اشترى ثمر نخلة فأرسل صبيَّه يخرفه، وجرت العادة أنه إذا كان الخرَّاف غير جيد، وشلَّق الشماريخ أن يفسد الثمر، يسمونه (ينصفق)، وكلمة ينصفق ما أدري هي عربية ولَّا غير عربية، ولهذا نكلف الأخ في مراجعتها، هل معنى انصفقت الثمرة يعني فسدت؟
طالب:( ... ).
الشيخ: انصفقت. معروف عند الناس الآن الصفق؛ يعني أن يكون التمر حشفًا، الحشف لغة عربية، ولَّا لا؟ وتسمعون مثل: أحشفًا وسوء كِيلة.
إذا أتلفه، هذا الإنسان أرسل صبيه وخرف النخلة، وشلَّق الشماريخ، فصار الثمر حشفًا، هل يرجع على البائع؟
الطلبة: لا يرجع.
الشيخ: ليش؟
الطلبة: هو المتسبب.
الشيخ: هو المتسبب.
يقول:(وصلاح بعض الشجرة صلاح لها ولسائر النوع الذي في البستان)
قلنا: القاعدة أنه لا يُباع الثمر حتى يبدو صلاحه. فهل لا بد من أن يكون الصلاح شاملًا لكل حبة، لكل تمرة، أو إذا صلح بعض الشجرة فهو صلاح لجميعها؟
هو هذا، إذا صلح بعض الشجرة صلاح لجميعها، تُباع، ما رأيكم لو أننا شككنا في هذه الثمرة، هل بدا صلاحها أم لا؟ فصعد إليها رجل فأتى منها ببسرة ملونة، ما وجد فيها إلا واحدة ملونة ونزل بها، هل تُباع الآن؟
الطلبة: تباع.
الشيخ: الآن، إذا صعدنا ما وجدنا فيها لون؛ لأن اللون اللي فيها، نزله هذا الرجل، هل تباع ولَّا ما تُباع؟
الطلبة: تُباع.
الشيخ: نقول: تُباع نعم؛ لأنه بدا صلاحها، هذا الذي نزل به هذا صلاحها، فتباع.