مثاله: استعار شخصٌ من آخر ماكينة وانتهى شغله منها، مؤونة ردِّها على مَن؟ على المستعير، الماكينة هذه تحتاج إلى شيء يرفعها وسيارة تحملها وشيء ينزلها، يمكن مؤونة الرد بألف ريال، نقول: مؤونة الرد على مَنْ؟ على المستعير.
الدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:«عَلَى الْيَدِ مَا أَخَذَتْ حَتَّى تُؤَدِّيَهُ»(١٠)، فكل ما يستلزم لرد هذه العين المعارة فإنه على مَنْ؟ على المستعير.
ولأن هذا الرجل –هذا التعليل- قبض العين لمصلحته الخاصة، فكان عليه أن يقابل هذه المصلحة بتحمل نفقة الرد.
ثالثًا: ولأن المعير محسن، وقد قال الله تعالى:{مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ}[التوبة: ٩١].
رابعًا: ولأننا لو ألزمنا المعير مؤونة الرد لكان في هذا سد باب للعارية، أليس كذلك؟ إذا قال المعير: إذا كان يلزمني النفقة؛ المؤونة، مؤونة الرد، فأنا ما أنا معير، خل العين عندي، وأسلمُ من الخسارة، فهذه أربعة أوجه تدل على أن نفقة الرد على المستعير.
قال:(لا المؤجَرة) المؤجرة لا يلزم المستأجر مؤونة الرد؛ لأن عليه مجرد رفع يده عن هذه العين المؤجرة، ولأنه قبضها لا لمصلحته الخاصة، بل لمصلحة مشتركة؛ مصلحة المستأجر الانتفاع، ومصلحة المؤجر الأجرة، فلست منفردًا بالمصلحة، ولأنني إنما أعطيته الأجرة في مقابلة النفع، بدلٌ ببدل، وهذا يقتضي أنه لا مؤونة عليَّ، كما لو استأجرت بيتًا وخرب فيه شيء، فإن أجرة تعميره على مَنْ؟ على المؤجِر إلا إذا كان بتعدٍّ أو تفريط.
إذن نقول: إذا استأجر شخصٌ شيئًا واحتاج في رده إلى مؤونة، فالمؤونة على مَنْ؟ على المؤجِر، كذا؟
مثال ذلك: استأجرت منك حرَّاثة أَحْرُث بها الزرع، وانتهى عملي، من الذي ينقل الحراثة إلى صاحبها؟ المؤجِر صاحب ال ..