لو جعلها في يده مربوطة؛ جعلها في كيس ربطها في يده؟ مثل الكم، إي نعم، ربما يجيء إنسان ويأخذها منك، والسرَّاق لهم شطرة عظيمة جدًّا؛ يعني تكاد تقول: إن عملهم سحر، وذَكر لي شخص أثق به أن شخصين من السرَّاق كان يمشي أمامهما رجل من اليهود في بلد عربية قبل أن ينزح اليهود من الدول العربية، وكان اليهود معروفين بالثراء، فقال له صاحبه: اذهب قدامه وهذا البوك فيه عشرة دنانير، ارمه بالأرض وأنت تمشي قدام اليهودي، اليهودي معروف بالطمع أخذه؛ يعني: صاحبه فعل راح وتقدم اليهودي يمشي ورماه في الأرض فأخذه اليهودي، اليهودي لما أخذه انتبه ذاك وقال: هات البوك، فقال: خذ هذا البوك، قال: طيب؛ الله يعافيك، لكن بوكي فيه مئة دينار، والآن ما فيه إلا عشرة، قال: هذا بوكك ما غيرت شيئًا أبدًا، يقوله اليهودي، فلما تنازعوا قال: طيب عندك حد يشهد؟ قال: عندي، هذا الثاني يشهد، صاحبي، قال: ما تشهد أن هذا البوك فيه مئة دينار؟ قال: بلى، فيه مئة دينار، أشهد. فاليهودي جُنَّ جنونه قال: ما يصير، يقول: تحاكموا إلى قاض من القضاة، وكان القاضي ذكيًّا، لما تنازعوا ادعى المدعون أن البوك فيه مئة دينار، وهذا يقول: ما فيه إلا عشرة، وأقسم اليهودي بكل صيغة القسم المغلظة عند اليهود أن ما أخذت منه شيئا أبدًا، ولا فيه إلا اللي فيه، فالقاضي ذكيٌّ، عرف أن المسألة فيها حيلة، قال: أنتم تُقْسِمون أن البوك فيه مئة دينار؟ قالوا: الحين نقسم. أقسموا أن فيه مئة دينار، قال: إذن هات البوك، البوك هذا ما هو ببوكك، بوككما اللي فيه مئة دينار روح دور، أما هذا فلواحد ثان ما أدري عنه، فأخذ البوك وقال: روحوا ما لكم شيء، فضاعت عليهم عشرة دنانير، فرجعوا خائبين، إي نعم، لكن هذه من ذكاء القاضي، إنما في الأخير أظنهم توسطوا للقاضي، أو القاضي عرف حيلتهم ورد عليهم بوكهم.