للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالحاصل أن السرَّاق عندهم أشياء عظيمة، وفيه أيضًا قصة ثانية؛ كان مندوب من الإنجليز جاء في إحدى الدول العربية وكانت مستعمرة في ذلك الوقت من الإنجليز، وإذا معه ساعة يد، وكان ذاك الوقت ما فيه ساعة يد، وجازت لواحد من السراق، وصار هذا كلما وقف عند دكان وقف هذا السارق معه، أخيرًا سرق الساعة من يده، وذاك ما عرف، لما ( ... ) الوقت، ما لقي الساعة، فتألم لهذا، كيف تُسرَق الساعة من يدي وأنا مندوب بريطاني، ويش بعد؟ أخرج في الصحف إعلان على أن الذي يأتي بالساعة له كذا وكذا من المال، وذكر مالًا عظيمًا، فطمع السارق، أخبر بأنه أخذها، فقال هذا الرجل البريطاني: أحب أن أقابل هذا، أقابل هذا أسأله كيف توصل إلى أخذها من يدي؟ فجيء بالرجل، فقال: أريد أن تخبرني كيف أخذتها مني؟ قال: طيب، أنا أخبرك، يعني: قام يتكلم مع الرجل، تكلم معه وطول الكلام، وأخذ القلم من مخبأته، في آخر الكلام قال له: اكتب الآن، أنا بأملي عليك كيف أخذتها، اكتب ( ... ) القلم ( ... ) قلم، قال: هكذا نفعل بالناس، نحن عندنا مهنة، ما هي تعلم، ما هي المسألة حرفة.

فالمؤلف -رحمه الله- يقول: إذا تركها في كمه أو يده، فإنه يضمن، مع أن الكم قد يكون حرزًا، لكنه ليس أحرز من الجيب.

***

( ... ).

وعلى آله وأصحابه أجمعين، رجل أُودع وديعة، وقال له صاحبها: احفظها في الصندوق التجوري ( ... ).

(وإن دفعها إلى من يحفظ ماله)، وعكسه بعكسه، وقال: إذا قال ضعها في جيبك، ثم تركها (في كمه أو يده، فإنه يضمن، عكسه بعكسه)، إذا قال: خذ هذه الوديعة واجعلها في يدك، فجعلها في جيبه فلا ضمان، لماذا؟ لأن الجيب أحرز، فإذا قلت: ألستم تقولون: إنه إذا عيَّن صاحبها شيئًا تَعيَّن؟ فما الجواب؟

الجواب: بلى نقول هذا، لكن إذا حفظناها بما هو أحفظ، فقد زدناه خيرًا، بخلاف ما إذا عيَّنه وحفظناها بما هو دونه، فقد نقصنا مما عينه، وبين المسألتين فرق.

<<  <  ج: ص:  >  >>