للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن حدث خوف فإنه يودعها عند ثقة؛ يعني -مثلًا- صار الأمن مضطربًا، والمودع بيته ليس ذا حماية؛ الباب متكسر والجدار ( ... ) والصندوق قفله ( ... )، المهم أن داره ما هي بذات الحصن والأمن مضطرب، ويخشى أنه في يوم من الأيام أو ليلة من الليالي يُعْتَدى على البيت وتسرق، فذهب فأودعها ثقة، فهل هو معذور في ذلك؟ نعم، معذور، بل مشكور، كان بالأول الأمن -يعني مطرد- ولا فيه اضطراب، وبيته لو يضع الدراهم على الباب -على عتبة الباب- ما أتاه أحد، فلما اضطرب الأمن -والعياذ بالله- حصل الخوف قال: لا بد أن يودع هذه الوديعة عند ثقة.

ففي هذه الحال: لو تلفت الوديعة عند الثقة فلا ضمان؛ لا على الأول ولا على الثاني؛ لأن إيداعها عند الثاني مأذون فيه. هذه مسألة.

المسألة الثانية: قال: إذا حدث سفر؛ هذا المودع أراد أن يسافر، وقال: أنا مشكلة، في بيتي الآن مئة ألف ريال لفلان وأنا بسافر، ولست آمن عليها في بيتي إذا سافرت، أو لا؟ لأن البيت اللي ما فيه أحد عرضة لكل أحد، ولكن ماذا أعمل؟

يقول المؤلف: يردها إلى صاحبها، (فإن غاب حمله معه إن كان أحرز، فإن لم يكن أحرز أودعها ثقة)، ثلاث مراتب:

يقول: إذا طرأ عليك سفر وخفت عليه فالواجب أن تردها إلى صاحبها، هذا أول شيء، يقول: ردها على صاحبها وجوبًا، الآن بادر، وإلا أطلب منه أن يحولها إلى شخص آخر، المهم أن تبلغ صاحبها، فإن كان صاحبها غائبًا .. ، ولاحظوا أن في عهد المؤلف ما فيه تليفون، أما الآن فهو وإن كان غائبًا يمكن الاتصال به بالتليفون إذا كان له تليفون في البلد الثاني. المهم غائب وتعذر الوصول إليه.

فالمرتبة الثانية: أن يسافر بها إن كان أحرز، ينقل مئة ألف ريال بالكيس ( ... ) معه، لكن قال المؤلف: (إن كان أحرز) يعني: إن كان هذا أحفظ لها يسافر بها معه. فإن لم يكن أحفظ أودعها ثقة.

الغالب أن السفر بها أحرز ولَّا أضيع؟

طلبة: أضيع.

<<  <  ج: ص:  >  >>