معنى يُمتحنون أن الله عز وجل يسألهم في الآخرة، ويُكلِّفهم بأشياء لا نعلمها، الله أعلم بها، فمنهم من يطيع، ومنهم من يعصي، فمن أطاع استحق ثواب المطيع، ومن عصى استحق عقاب العاصي.
هذا هو أصح الأقوال في أطفال المشركين، وفيمن لم تبلغهم الدعوة من المكلفين الذين لم تبلغهم دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم من المكلفين، حكمهم في الدنيا أنهم كفار؛ لأنهم لا يدينون بالإسلام، وفي الآخرة يُمتحنون بما الله به عليم، ويُثابون على حسب ما امتُحنوا به.
طيب، فإن وُجِد بينة تشهد أنه وُلِد على فراشه، ويكفي في البينة هنا امرأة واحدة؛ لأن الولادة مما لا يَطَّلع عليه غالبًا إلا النساء، فإذا جاءت امرأة ثقة قالت: أشهد أن هذا الطفل مولود على فراش هذا الرجل الكافر؛ حُكِم لهذا الكافر بأنه ولده، وتبعه في دينه، أما لو ادعاه الكافر على أنه ابنه، ولكنه ليس له بينة بأنه ولد على فراشه؛ فإنه يتبع الكافر نسبًا ولا يتبعه دينًا.
قال:(وإن اعترف بالرِّق مع سبق منافٍ)(لم يقبل منه)، (إن اعترف) الضمير يعود على اللقيط؛ يعني هذا اللقيط كبر وميَّز، وقال: إنه رقيق لفلان، مملوك لفلان؛ فإنه ينظر إن سبق منه ما ينافي الرق؛ لم يُقبل منه، وإن لم يسبق منه ما ينافي الرق؛ فإنه يقبل.
مثال ذلك: هذا اللقيط لما كبر وصار ممن يصح إقراره قال: أنا عبد لفلان من التجار، أو من الوزراء، أو من الأمراء، أو من السلاطين، المهم أنه ادعى أنه رقيق لهذا الشخص، فهل نقبل منه ونقول: هو رقيق لك أيها الرجل؟