وهنا ما فيه فائدة، لا فائدة، حتى لو كان هو غير معيب فإنها لم تستفدْ منه، ولو كانت هي غير معيبة فإنه لن يستفيد منها، وعلى هذا فلا خيار لهما. وهذا وجيه.
وعلى هذا فيستثنى من قوله:(أو كان بالآخر عيب مثله) مثل هذه المسألة؛ إذا كان هو مجبوبًا وهي رتقاء؛ لأن المانع من الوطء موجود في الجانبين ولا فائدة من الفسخ.
قال المؤلف رحمه الله:(ومن رضي بالعيب أو وجدت منه دلالته مع علمه فلا خيار له)(من رضي بالعيب)(من) هذه شرطية، أين فعل الشرط؟
طالب:(رضي).
الشيخ:(رضي). وأين جوابه؟
طالب:(فلا خيار له).
الشيخ:(فلا خيار له).
وقوله:(رضي بالعيب) بأن صرح به، فقالت المرأة: رضيت به معيبًا، أو قال هو: رضيت بها معيبة فإنه لا خيار له، لماذا؟ لأن الحق له وقد أسقطه، فإذا رضي به -بالعيب- فلا خيار له.
وقوله:(أو وُجِدت منه دلالته) دلالة العيب؟
طالب: دلالة الرضا.
الشيخ: دلالة الرضا بالعيب. فإذا قال إنسان: هذا فيه إشكال من الناحية العربية؛ لأن الضمير في (دلالته) تقول: إنه يعود على الرضا، ومرجع الضمير لا يكون إلا اسمًا، ما يمكن يكون فعلًا، مرجع الضمير لا يكون إلا اسمًا وهنا تقولون إن المراد (أو وجدت منه دلالته) أي: دلالة الرضا، أين الرضا؟ يقول: الرضا مفهوم من (رضي)، فهو يعود على الرضا المفهوم من (رضي)، نظيره في القرآن قوله تعالى:{اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}[المائدة: ٨]{هُوَ}؟
طالب: العدل.
الشيخ: أي: العدل المفهوم من {اعْدِلُوا} ولا يعود على الفعل، الفعل ما يعود عليه الضمير.
(وُجِدَت منه دلالته) دلالة الرضا، ما هي الدلالة؟ الدلالة العلامة الدالة على رضاه؛ مثل أن تمكنه من الجماع مع علمها بعيبه فإذا مكنته من ذلك مع علمها بعيبه دلَّ هذا على أنها؟