(أو جُنَّ) يعني ذهب عقله، أو مثلًا أصيب بحادث، وصار ما يعقل ما يقول.
(أو خرِس) أيش معنى خرس؟ صار لا يتكلم.
لكن المسألة الأخيرة يمكن الحصول على مراده بالإشارة أو بالكتابة مثلًا إذا كان يستطيع الكتابة، ولكن كلام المؤلف على ما إذا لم نعثر على بيان مراده، وهو قال: قبل أن أنكحك أو أمسِ، فما هو الأصل؟ عدم الوقوع، ولهذا قال المؤلف:(لم تطلق).
طالب: ويش ( ... )؟
الشيخ: العلماء يأتون بهذا على سبيل الفرض.
الطالب: لا، هو ذكرها يعني سواء قال هذا، ثم مات أو قاله ..
الشيخ: لا؛ لأنه قد يقول قائل: إذا مات وما بيَّن مراده نحكم بالطلاق؛ لأنه يحتمل المبالغة، أو إذا خرس نحكم بالطلاق؛ لأنه يحتمل أن يقال هذا على سبيل المبالغة. نحن نقول: لا، الأصل أنه قاله على سبيل الحقيقة دون المبالغة، فلا تطلق به.
قال المؤلف:(وإن قال: أنتِ طالق ثلاثًا قبل قدوم زيد بشهر).
شوف كلها مسائل فرضية:(أنتِ طالق ثلاثًا قبل قدوم زيد بشهر) يفارقها الآن ولَّا لا؟
طالب: لا.
الشيخ: يجب أن يفارقها، يعتزلها؛ لأن الطلاق ثلاث بائن، وقدوم زيد ما ندري؟ يمكن يقدم الآن، يمكن يقدم بعد، فلهذا يقول المؤلف:(إن قال: أنتِ طالق ثلاثًا قبل قدوم زيد بشهر فقدم قبل مُضِيِّه لم تطلق، وبعد شهر وجزء تطلق فيه يقع) وعلى هذا فيجب عليه أن يتجنبها، اليوم مثلًا من الشهر خمسة أو ستة وعشرين، قال: أنتِ طالق قبل قدوم زيد بشهر، فقدم زيد في عشرين من ذي القعدة، تطلق؟ لا ما تطلق، ليش؟ لأنه تبين الآن أن الطلاق كان في عشرين من شوال، طلاق في الماضي ولَّا في المستقبل؟ طلاق في الماضي، والطلاق في الماضي ما يقع كما سبق.
إذا قدم (بعد شهر وجزء تطلق فيه يقع)، الآن مثلًا الساعة ثمانية ونصف من يوم ستة وعشرين من شوال، فقدم الساعة ثمان ونصف ودقيقة من يوم ستة وعشرين من ذي القعدة، تطلق ولَّا ما تطلق؟ تطلق، السبب؟ لأن دقيقة يتمكن من قوله: أنتِ طالق.