للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذلك يقول: (أو دخل طاق الباب): دخل كلُّه لكن تحت طاق الباب، فإنه لا يحنث، سواء بدخول أو بخروج؛ السبب: لأنه لم ينفصل منه، ما انفصل من المكان، صحيح أنه خرج، لكن ما انفصل، والعبرة بالعرف، هذا في منزلة بين منزلتين، إذا صار على طاق الباب، لا تقدر تقول: إنه من داخل، ولا من خارج، فهو لم يخرج ولم يدخل.

يقول: (أو لا يلبس ثوبًا من غزلها فلبس ثوبًا فيه منه)، غزل مَن؟

طالب: غزل زوجته.

الشيخ: زوجته؟

طالب: أو أي امرأة.

الشيخ: امرأة، وإنما قال: (من غزلها)؛ لأن اللاتي يغزلن هن النساء في الغالب، وكان بعض الكبار منكم يعرف هذا؛ أن الذي يتولى الغزل المرأة، فإذا حلف لا يلبس ثوبًا من غزلها، فلبس ثوبًا فيه من غزلها فإنه لا يحنث، لماذا؟ لأن البعض ليس كالكل، هذا فيه بعض من غزلها، وليس فيه كل الغزل.

يقول المؤلف: (أو لا يشرب ماء هذا الإناء، فشرب بعضه لم يحنث).

قال: والله لا أشرب ماء هذا الإناء، فشرب بعضًا منه، فإنه لا يحنث، لماذا؟ لأن البعض ليس كالكل، وقد سبق لنا أن ما كان إيجابًا فإنه يشمل الجميع، الإيجاب يشمل الجميع، والنفي يثبت حتى في البعض.

لكن لو قال: والله لا أشرب ماء هذا النهر وشرب بعضه.

طالب: يحنث.

الشيخ: ليش؟

الطالب: لأنه قال: ماء هذا النهر.

الشيخ: إي، قال: والله لا أشرب ماء هذا النهر، وشرب بعضه. وآخر قال: والله لا أشرب ماء هذا الإناء، وشرب بعضه. الذي قال: والله لا أشرب ماء هذا الإناء، قلنا: لا يحنث، لكن الذي قال: والله لا أشرب ماء هذا النهر، يقول العلماء: إنه يحنث؛ لاستحالة تعلقه بالكل، معقول أن الإنسان يشرب كل النهر؟ !

طالب: ما هو معقول.

الشيخ: ما هو معقول، إذن لما تعذر حَمْلُه على الكل ثبت الحكم في بعضه، وهذا واضح قرينة ظاهرة.

طالب: ( ... ) الصيغة واحدة.

الشيخ: ( ... ) تختلف، كلٌّ يعرف أن الذي يقول: والله ما أشرب ماء هذا النهر، ما قصْدُه أنه يشرب ماءه كله، معروف هذا.

طالب: على حسب النية.

<<  <  ج: ص:  >  >>