(أو بوضع الحمل الْمُمْكِن)، ما هو الحمل الممكِن؟ الحمل الذي تنقضي به العدة هو الذي تبيَّن فيه خلق الإنسان، هذا الحمل الذي تنقضي به العدة؛ الذي تبيَّن فيه خلق الإنسان، ولا يمكن أن يتبين خلق الإنسان في أقل من واحد وثمانين يومًا؛ لأنه أربعون يومًا نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مُضْغَة (٢)، في ابتداء المضغة اللي هي واحد وثمانون يومًا قد يوجد التخليق، يعني قد يكون مُخَلَّقًا، أما قبل ذلك فلا، ولهذا قال الله تعالى:{ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ}[الحج: ٥]، يعني قد يبتدئ التخليق من أول ما يكون مضغة، وقد يتأخَّر بعض الشيء، ولهذا أقل زمن يمكن أن يُخَلَّق فيه كم؟ واحد وثمانون يومًا، ما يمكن يُخَلَّق قبل ذلك، ولكن الغالب أنه إذا تم له ثلاثة أشهر، يعني تسعين يومًا، فإنه يُخَلَّق، فإذا وضعت مَن لم يُخَلَّق فإن العدة لا تنقضي بذلك؛ لأن مَن لم يُخَلَّق لم يُتَيَقَّن كونه ولدًا، إذ قد يفسد وينزل، لكن إذا خُلِّق عُلِم أنه ولد، ولأن النفاس لا يثبت إلا بأن تضع ما فيه خَلْق إنسان.
فإذا ادَّعت انقضاء عدتها في ذلك فإنها تُقْبَل، ولهذا يقول المؤلف:(فقولُها)، انتبه، الآن الزوج يقول: ما انقضت العدة، وهي تقول: انقضت، يقول المؤلف: إن القول قولُها، مع أنه لا بد من دليل، الدليل قوله تعالى:{وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ}[البقرة: ٢٢٨]، هذه الآية تشير إلى أن القول قولها؛ لأن قوله:{يَكْتُمْنَ} معناه: لو كَتَمْنَ فالقول قولُهُنّ، لو قالت: ما فيها حمل والعدة انقضت، فالقول قولها؛ لأنه لولا أن القول قولها لم يكن لكتمانها أثر، كتمت ولّا ما كتمت.
فإذا قال قائل: أليست هي المدَّعِيَة؛ لأن الأصل بقاء العدة؟