وسبق لنا بالنسبة إلى نزول عيسى أنه ينزل نزولًا حقيقيًّا إلى الأرض، وهو حي الآن؛ لأن الله تعالى يقول:{بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ}[النساء: ١٥٨]، وأما قوله:{يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ}[آل عمران: ٥٥] فالمعنى: مُنِيمُك؛ وفاة النوم، كما قال الله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي يَتَوفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ}[الأنعام: ٦٠]، وقيل: معناها {مُتَوَفِّيكَ} أي: قابضك، كما يقول القائل: توفيت دَيْنِي، أي: قبضتُه، وليست وفاة النوم، هذا هو الصحيح؛ لأن عيسى بن مريم ينزل في آخر الزمان كما جاءت به الأحاديث، وصحت به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (١)، ولا أحد يُبْعَث على وجه البقاء حتى يموت قبل يوم القيامة، وأما من يُحْيَى آيةً من آيات الله فهذا يمكن يكون قبل يوم القيامة. ( ... )