فإذا طبَّقنا هذه اللفظة على حقيقة اللعان وجدنا أن اللعان ليس لعنًا من الجانبين، لكنه لعن من جانب الزوج وغضب من جانب الزوجة؛ إذ إن الزوج يقول في الخامسة:(وأن لعنة الله عليه) والزوجة تقول: (وأن غضب الله عليها)، فما هو الجواب؟
الجواب: أن هذا من باب التغليب؛ أي: تغليب أحد الوصفين على الآخر.
والتغليب في اللغة العربية موجود بكثرة؛ مثل: العُمَرَانِ يعني: أبا بكر وعمر، ومثل: القَمَرَان؛ يعني: الشمس والقمر.
فعلى هذا نقول: اللعان مشتق من اللعنِ، وهو بالنسبة للزوجة على سبيل التغليب.
وما هو اللعن؟
اللعن في اللغة الطرد والإبعاد، فإذا كان من الله، فقلت يعني: لعنك الله -مثلًا- فمعناه: طردك وأبعدك عن رحمته، وإذا قيل: لعنتُ الشيء؛ فإن كان المراد: دعوتُ عليه باللعنة، فهو المعنى الأول، وإن كان لعنته؛ يعني: طردته وأبعدته عني، فهذا يكون معناه الطرد والإبعاد من اللاعن نفسه.
فإذا قال لك قائل: ما هو اللعن؟
نقول: إذا وقع من الله فهو الطرد والإبعاد عن رحمته، وإذا دعا به إنسانٌ على شخص، فمعناه أنه يسأل الله أن يطرده ويبعده من رحمته، وإذا وقع من شخص لشخص على سبيل أن هذا الشخص نفسه لعنه وليس المراد دعا عليه باللعن، فالمراد أنه طرده وأبعده عنه، بحيث لا يكون صاحبًا له، ولا رفيقًا له، وما أشبه ذلك.
لكن ما المراد باللعان هنا؟
نقول: هي شهادات مؤكدَّات بأيمان من الجانبين. ما هما الجانبان؟ الزوج والزوجة، مقرونة بلعنٍ من الزوج وغضبٍ من الزوجة.
طيب، شهادات كم عددها؟ أربعة، والخامسة أن لعنة الله عليه، أو في الزوجة: أن غضب الله عليها. هذا هو اللعان.
ما سببه؟
سببه أن يقذف الرجل زوجته بالزنا -والعياذ بالله- سواء قذفها بمعيَّن أم بغير معيَّن؛ مثل يقول: يا زانية، أو يقول: زنى بك فلان. هذا سببه؛ سبب اللعان.