للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لكن يقول المؤلف: (فإن سلَّمت نفسها طوعًا، ثم أرادت المنع لم تملكه)؛ لأن تسليمها نفسها إسقاط لحقها، وإذا كان كذلك فلا يمكن أن تعود وتقول أطالِب بحقي، وظاهر كلام المؤلف أنه لا فرْق بين أن يخدعها في ذلك أو لا؛ لأنه قد يخدعها ويقول لها: أنا آتي بالمهر إن شاء الله بعد العصر، فليكن الدخول، بعض النساء قد تغتر في هذا، وتثق بوعده على أنه سيأتي به في آخر النهار أو في أول النهار، وما أشبه ذلك، فتمكِّنه من نفسها، فظاهر كلام المؤلف أنها إذا مكنته حتى فيما لو خدعها فإنه لا حق لها، ولكن الصحيح أنه إذا خدعها فإن لها الحق، ولكن هل الوعد يعتبر خديعة أو يعتبر تساهلًا منها؟

طالب: خديعة.

الشيخ: خديعة.

طالب: الأمران.

الشيخ: أو تساهل؛ لأننا نقول: لماذا لم تكوني قوية، وتقولي: لا، ما يمكن الدخول إلا بعد أن أخذ المهر؟

الخديعة المحققة هي أن يقول: أهلًا وسهلًا، أنا أعطيكِ المهر، ثم يلف لها أوراقًا من كيس أسمنت، يقطعهم على قصص الأوراق، ويحطهم في ظرف، ويعطيه إياها على أنها فلوس، أو يكتب لها شيكًا على بنك، وليس له رصيد، هذا خديعة ولَّا لا؟

هذه خديعة واضحة؛ لكن كونه يعدها ويقول: أبدًا إن شاء الله ما يكون العقد إلا كل شيء نُسلِّمه، نقول: هذا طِيب قلب منها، وكان عليها أن تقول: لا يمكن الدخول، هذه والله عندي محل تردد أن نقول إن وعده إياها يُعتبر خديعة؛ لكن النساء يختلفن، فبعض النساء تكون سليمة القلب جدًّا جدًّا، بحيث تتصور كل الأشياء على حقيقة وصِدْق، فهذه ربما نقول: إنها تُمكَّن من المنع إذا لم يُسلِّمها.

طالب: ( ... ).

الشيخ: إي، ما هي خديعة، هذا وعد؟

طالب: ( ... ).

الشيخ: قد نقول: لماذا لم تقل: ما أسلمك السلعة إلا بالثمن؟

طالب: ( ... ).

الشيخ: المشكلة مصدق.

طالب: عدم الوفاء بوعده ( ... ).

<<  <  ج: ص:  >  >>