(وكل من يرثه) يعني: وتجب النفقة أو تتمتها لكل من يرثه، (بفرض أو تعصيب) وقد علمنا من الفرائض أن الورثة؛ إما بفرض، وإما تعصيب، وإما رحم، وأنه قد يجمع الإنسان بين الفرض والتعصيب؛ إما بسببين مختلفين، أو بسبب ذي وجهين -كلام معقول- قد يجمع بين الفرض والتعصيب؛ إما بسببين، أو بسبب ذي وجهين، هذا معروف.
بسببين؛ كما لو تزوج ابنة عمه وليس لها آخذ سواه، فهنا يرث بالفرض باعتبار الزوجية، وهي سبب ( ... )، وبالتعصيب باعتبار النسب أو لا؟
أو بسبب واحد ذي وجهين؛ كما لو مات عن أخيه من أمه وهو ابن عمه، كيف هذا؟ بعد أن مات أبوه تزوج عمُّه أمَّه أو لا؟ فأتت بولد، فهذا الولد الآن ابنُ عم وأخُ من أم، لو مات عن هذا الأخ اللي هو ابن عم وأخ من أم يرثه بسبب واحد ذي وجهين، أو لا؟ سبب واحد؛ وهو النسب والقرابة.
ذي وجهين فرض وتعصيب كل من يرث بفرض أو تعصيب أو بهما أيضًا فإنها تجب النفقة، ولكن ترى نحن الآن نتكلم عن نفقة الأقارب حتى لا يقول قائل: الزوجة هل تنفق على زوجها إذا كان فقيرًا؟ سبق أن لا.
الآن نتكلم على الذين تجب نفقتهم بسبب القرابة، مثال الذي يرث بالفرض كأخيه من أمه، أخوه من أمه يرث بالفرض.
مثال الذي بالتعصيب كأخيه الشقيق فإنه يرثه بالتعصيب، فإذا كان أخ من أم غنيًّا وأخوه فقيرًا وجب على الغني الإنفاق على الفقير، وإذا كان أخ شقيق غنيًّا وأخوه الثاني فقيرًا وجبت على الغني.
(لا برحم) يعني: لا من يرثه برحم؛ يعني: لا من كان من ذوي الأرحام؛ كالعمة بالنسبة لابن أخيها، وكالخالة والخال، وما أشبه ذلك، فإنه لا نفقة لهم ولو ماتوا جوعًا، إلا على سبيل إنقاذ المعصوم من الهلاك؛ يعني: خالك والرجل الذي لا صلة لك به على حد سواء؛ ما يجب عليك الإنفاق عليه، لماذا؟ لأنه يرثه بالرحم، لا بالفرض ولا بالتعصيب. هذا ما يقوله المذهب.