وقد ذكروا قصة جحدر بن مالك، جحدر بن مالك هذا أمسكه الحجاج بن يوسف الثقفي في جناية زعم أنها جناية وقال له: ما أنا بقاتلك ولن أعذبك، لكن أبغي أخرج أسدًا وأحبسه عن الطعام خمسة عشر يومًا، وبعد أعطيك السيف، وأقيد يدك الثانية، وأطرحك على الأسد وهو جائع وفك نفسك؛ لأن حجدر بن مالك كأنه من قطاع الطريق، قال: ما عندي مانع، فأجاع أسدًا لمدة خمسة عشر يومًا، ثم أطلقه وأطلق جحدر بن مالك، لكن جحدر بن مالك ما له ( ... ) فقط، الأسد ( ... ) مغلولة يده، فجحظ وقفز على الرجل قفزًا، جحدر بن مالك تمكن من أن يضربه مع نحره بالسيف، لما قفز ( ... ) السيف له ( ... ) ليسقط الأسد صريعًا وجحدر ( ... )، لكن الأسد مات وجحدر لم يمت، ذكر هذا في حواشي مغني اللبيب، ( ... ) القصة طويلة، الشاهد أنه إذا ألقاه مكتوفًا بحضرة الأسد فهو عمد، لكن لو فعل مثل قصة جحدر، هل يكون عمدًا؟
طلبة: عمدًا.
الشيخ: لكن هو يقول: أعطاه السيف؟
طالب: عمدًا ولو أعطاه السيف.
الشيخ: ولولا أن هذا الرجل كان قويًّا، وشجاعًا، وقوي البدن أيضًا ما قدر على الأسد الذي قد جُوِّع لمدة خمسة عشر يومًا، ثم أُطلِق على هذا الرجل.
طالب:( ... ) مكتوف، ولكنه ( ... ).
الشيخ: نعم.
الطالب: عمدًا.
الشيخ: لا، هو يقول: مكتوفا بحضرته، والظاهر أن اللي غير مكتوف أنه يستطيع يهرب.
الطالب: لا يمكن يهرب يا شيخ.
الشيخ:( ... ).
الطالب: الأسد أسرع.
الشيخ: الأسد أسرع؟ طيب نرده إلى ما سبق.
يقول المؤلف:(أو يلقيه في نار أو ماء يغرقه، ولا يمكنه التخلص منهما)،
فإن كان يمكنه التخلص منهما؟
طلبة: فليس بعمد.
الشيخ: فهدر، ليس بعمد، لكن لننظر إلقاءه في النار، هل يمكن أحد أن يلقى في النار ويمكنه التخلص؟