قال المؤلف:(والولاء)، عصبته من الولاء مثل المعتِق، وأبناء المعتق، وآباء المعتق، وإخوة المعتق. هذا الولاء؛ لأن الولاء كما جاء في الحديث:«لُحْمَةٌ كَلُحْمَةِ النَّسَبِ»(٦)، يُورَث به.
فهم عاقلة، فلو فُرض أن عبدًا أعتق، وجنى خطأ، وليس له أقارب من النسب، مَنِ الذي يحمل عقْله؟ سيده الذي أعتقه إن كان موجودًا، أو عصباته.
قوله:(قريبهم وبعيدهم) يحتمل أن المعنى أن القريب والبعيد يشتركون في العقل، ولا نظر إلى الحجب.
ويحتمل أن المعنى أن العصبات وإن بعدوا فإنهم من العاقلة، وتحميلهم على حسب إرثهم.
ولكن المعنى الأول هو المراد، أن قريبهم وبعيدهم كلهم عاقلة، يعقلون ويؤدون، لكن لا يُحمَّل البعيد إذا أمكن تحميل القريب، وهذا هو الفرْق بينه وبين الإرث؛ لأن الإرث لا يرث البعيد مع القريب، لكن هذا لا يُحمَّل إذا أمكن من القريب، فإن لم يمكن حُمِّل، كما لو كان له أعمام فقراء، وأبناء عم أغنياء، فأبناء العم لا يرثون، لكن يُحمَّلون من العاقلة؛ لأنهم عَصَبة من حيث الجملة، وإن كانوا في هذه المسألة ليسوا بعصبة بحجب الأعمام، لكن هم من حيث الجملة عصبة؛ ولهذا قال:(قريبهم وبعيدهم).
قال:(حاضرهم وغائبهم) حتى الغائب يراسل، ويطلب منه أن يؤدي ما حُمِّل من الدية، وإلا لكان كل ممكن يغيب ويدع الحمل.
(حتى عمودي نسبه)( ... ) بالياء ولَّا بالألف؟ والصواب أن تكون حتى عمودا نسبه؛ لأنها معطوفة على عصباته، وعصباته خبر المبتدأ، وليست حتى هنا غائية حتى نقول: إنها جارة، بل هي عاطفة، ولا تصلح أن تكون غائية؛ لأن ما بعدها ليس غاية لما قبلها.
إذن نقول: إذا صح أنها بخط المؤلف بالياء (عمودي)؛ فإما أن يكون سبقة قلم، وإما أن يُقدَّر له عامل، يكون بالياء من أجله، فنقول: حتى من عمودي نسبه، فتكون منصوبة بنزع الخافض.