للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنبدأ أولًا بالعاقلة، العاقلة: اسم فاعل، وهل هو مصدر بمعنى اسم الفاعل؛ أو هو اسم فاعل على الأصل؟ نقول: هو اسم فاعل على الأصل؛ لأننا ما نلجأ إلى جعل اسم الفاعل بمعنى المصدر، إلا إذا لم يصح أن يكون اسم فاعل، مثل العاقبة، والعافية وما أشبههما، أما إذا أمكن أن نجعله اسم فاعل فإننا نجعله اسم فاعل على الأصل، فنقول: العاقلة اسم فاعل من العَقْل، وما هو العقل؟ هل من العقل وهي الدية؛ لأنهم يؤدون عن قريبهم، أو من العقل والمنع؛ لأن العاقلة يمنعون قريبهم من أن يُعتدى عليه، أو أن يَذهب مذهبا يسيء إلى سمعتهم؟

طالب: الأول.

طلبة: الثلاثة، أو كل.

الشيخ: أو كل الثلاثة، يعني من العقل الذي هو الدية، ومن العَقْل الذي هو المنع؛ لأن العقل سمي العقل عقلًا؛ لأنه يمنع صاحبه، كيف المانع؟ يمنعونه من الاعتداء عليه، ويحمونه، وكذلك يمنعونه من أن يسلك مسلكًا يسيء إلى سمعته؛ ولهذا إذا انحرف الإنسان فإن أقاربه يذهبون إليه ( ... ) ويوبخونه، ويقولون: ليس هذا من عادتنا، وليس هذا من شيمتنا، وما أشبه ذلك، وإذا كانت المعاني لا تتناقض فإنه يُحمل على الجميع.

إذن العاقلة مأخوذة من العَقْل، وهو الدية، ومن العَقْل وهو المنْع؛ للوجهين اللَّذَيْن ذكرنا، فمن العاقلة؟ يعني من حيث المعنى؛ لأن الأول من حيث الاشتقاق، يذكرون إياه من قَبْل من حيث الاشتقاق.

من حيث المعنى يقول: (عصباته كلهم من النسب والولاء، قريبهم وبعيدهم) عصباته من النسب، نشوف كل ذكر لم يُدْلِ بأنثى، خرج به الإخوة من الأم، والزوج ليس منهم؛ لأنه ليس عاصبًا، والأخ من الأم ليس من العاقلة؛ لأنه مُدلٍ بأُمٍّ، وأيضًا ليس بعاصب، دخل فيه الإخوة، والأعمام، وأبناء الإخوة، وأبناء الأعمام، وما أشبه ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>