للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشيخ: والله أرحم من الخلق بهم، أرحم من الوالدة بولدها؛ لأن في إقامة الحدود مصالح عظيمة ما تُحْصَى، فيها ردع وفيها تطهير.

يقول بعض الملحدين والزنادقة يقول: إننا لو قطعنا يد السارق لأصبح نصف الشعب مقطوعًا، ( ... ) العشرة خمسة منهم ( ... ) على يديه، ويش لون هذا؟ وين المصانع؟ ووين الحرب؟ ووين الزرع؟ ووين ( ... ) إذا صار الواحد ( ... ) ويش نقول له؟

طالب: ( ... ) لو قطع مرة.

الشيخ: إي نعم، نقول: معنى ذلك أنه أقرَّ الرجل على أن نصف شعبه سراق حرامية، ولو أنه قُطِعَ واحد من هؤلاء لارتدع آلاف، ولا سرق سارق ولم يكن سارقًا، لكن ابن آدم لقصور نظره ينظر إلى الحاضر، ولا ينظر إلى المستقبل.

( ... ) ذكرنا دليلًا من القرآن على وجوب الحد، وقال تعالى في قطاع الطريق: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ} [المائدة: ٣٣]، هذا {إِنَّمَا} يعني: ما جزاؤهم إلا هذا فـ (إنما) أداة حصر.

وقال عمر رضي الله عنه وهو يخطب الناس على منبر الرسول الله عليه الصلاة والسلام: وإني أخشى إن طال بالناس زمان أن يقولوا: لا نجد الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله (٥)، ترك فريضة؛ يقول عمر رضي الله عنه: فريضة أنزلها الله، أنكر عليه الناس؟ أبدًا أقروه؛ لأنها فريضة من فرائض الله يجب أن تنفذ.

ولكن فيه إنسان كريم، وشريف، وطيب، ومن ( ... ) طيبة، سولت له نفسه أن يسرق ربع دينار، وثبت عليه ذلك، والرجل طيب، وكريم، وخيِّر، ومن حمولة طيبة رفيعة، ويش تقولون هذا؟

طلبة: يقطع.

الشيخ: انتظروا.

طالب: وصلت السلطان.

<<  <  ج: ص:  >  >>