للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثل: لو عاهد المشركين معاهدة سلمية، وقالوا: إحنا ما نقبل هذا، الجهاد قائم إلى يوم القيامة، هذه شبهة يجب عليه أن يبيِّنها ويكشفها، ويقول لهم: أنا -مثلًا- عاهدت هذه المعاهدة للضرورة؛ لأني رأيت أنه لا قِبَل لي بمقاتلة هذا العدو، ولا أتمكن، فرأيت المعاهدة خيرًا من عدمها، وأنا في وقت الاستعداد؛ أنا أستعد للقتال، أنا لن أدع قتال العدو، ولن أبطل الجهاد بهذه المعاهدة، لكني رأيت أن المعاهدة حينئذٍ فيها مصلحة ودفع مفسدة، وأنا أضمن لكم أن أقيم الجهاد، وأرفع علمه متى حانت الفرصة، حينئذٍ يكون كشف لهم الشبهة وبيَّنها.

كذلك -مثلًا- لو جعل ضريبة على أموال من أموال الناس، وقالوا: ليش تجعل الضريبة هذه؟ إحنا ما نقبل، هذا ظلم ومكس، وقال: أنا جعلت ضريبة من أجل أن أخفف من استيراد هذا الأمر الذي فيه ضرر على الناس، وهذه الضريبة التي أجعلها سأصرفها في مصالح المسلمين، فأنا أدفع بهذه الضريبة الضرر المتوقع من كثرة هذا الشيء بين أيدي الناس، وأصرف ما أحصِّل منها إلى مصالح أخرى من مصالح المسلمين. المهم أنهم إذا ذكروا شبهة وجب عليه أن يكشفها.

لو قال مثلًا: ارجعوا وراءكم، أنا الإمام ولا لأحد عليَّ اعتراض، لا أسأل عما أفعل وأنتم تسألون، أيش نقول؟

طالب: يُقَاتَل.

الشيخ: نقول: هذا لا يجوز، حرام عليه أن يقول هذا القول.

***

( ... ) رحمه الله تعالى: (وعليه أن يراسلهم فيسألهم: ما ينقمون منه؟ ) (ما) هنا استفهامية معلقة لـ (يسألون) عن العمل، فالجملة في محل نصب مفعول ثانٍ لـ (يسألهم).

(يسألهم: ماذا ينقمون؟ ) (ينقمون) بمعنى: ينكرون، كما قال الله تعالى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ} [البروج: ٨] أي: ما أنكروا منهم إلا ذلك، فمعنى (ينقمون): ما الذي ينكرون عليه؟

<<  <  ج: ص:  >  >>