للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: هذا تأويل غير سائغ؛ لأن هذا لا يمنع أن يكون إمامًا.

أو خرجوا بغير تأويل؛ قالوا: بس ما نبغيه، والله نفوسنا ما تقبل هذا الإمام أبدًا، وأيش علتكم؟ قالوا: بس هذا أمر ما نقدر نقول: تعبدي، لكن ما نبغيه، وأيش نقول؟

طلبة: قطاع طريق.

الشيخ: قطاع طريق.

فإذن الشروط صارت خمسة ولَّا أربعة؟ لأن كلمة (بتأويل) هذا واحد، (وسائغ) اثنين، تكون خمسة؛ (قوم لهم شوكة ومنعة على الإمام بتأويل سائغ)، خمسة شروط.

قال الفقهاء رحمهم الله: فإن اختل واحد من الشروط فهم قطاع طريق وليسوا بغاة، وتختلف معاملتنا للبغاة عن معاملتنا لقطاع الطريق؛ يعني: قطاع الطريق نأخذهم ونجري عليهم الحد السابق، والبغاة لا، يجب على الإمام أن يراسلهم؛ ولهذا قال المؤلف رحمه الله: (وعليه أن يراسلهم) ما يقاتلهم ( ... ).

قتل؛ أريقت دماء كثيرة، لو قاتلوا الناس لأريقت دماء كثيرة، وحينئذٍ يسألهم يراسلهم؛ يرسل لهم إنسانًا يكون موثوقًا ويكون مرضيًّا بين الجميع أيضًا، ما يرسلهم إنسان يبغضونه، لو أرسل لهم رسولًا يبغضونه قتلوه ولا رجع إليه، لكن يرسل لهم إنسانًا مقبولًا لدى الجميع، فيتفاهم معهم؛ ماذا تنقمون؟ إن ذكروا مظلمة وجب عليه إزالتها، إذا قالوا: نحن ننقم من هذا الإمام كذا وكذا من المظالم فإنه يجب عليه أن يزيل المظلمة ويرد المظالم إلى أهلها، ويمنع الظلم المستقبل، وهذا وإن كان واجبًا عليه من الأصل؛ لأن الظلم محرم، لكن إذا كان بعد طلب هؤلاء ازداد وجوبًا؛ لحقن دماء المسلمين؛ لأنه لو أصرَّ على أن يبقى على مظلمته لحاربه هؤلاء وحصل الشر، فيقال: إنه يجب عليك إزالة المظلمة.

ما ذكروا مظلمة لكن ذكروا مشكلة، إذا ذكروا أيضًا مشكلة أو شبهة وجب عليه أن يبيِّنها لهم، قالوا: واللهِ أنت فعلت كذا وكذا، وهذا أمر مشتبه علينا.

<<  <  ج: ص:  >  >>