للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن قلت: إذن لماذا هذا التقسيم؟ قلنا: لأن أعم منافع الخيل هو الركوب والزينة، وفيه أيضًا إشارة -والله أعلم- أنه لا ينبغي أن تُجْعَل الخيل للأكل، وإنما تُجْعَل للركوب وللزينة وللجهاد في سبيل الله.

أما الأكل فهناك ما هو ما يكفي عنها، وهي الأنعام، فالإبل أكبر منها أجسامًا وأكثر منها لحومًا، والبقر والغنم فيها ما يكفي، فهذا هو الحكمة -والله أعلم- أنها قُرِنَت بالبغال والحمير؛ لأن أعم ما يُنْتَفَع به فيها هو الركوب والزينة، ولأجل ألَّا تُتَّخَذ للأكل، لأنها لو اتُّخِذَت للأكل لفَنِيَت، وبطل الانتفاع بها في الجهاد في سبيل الله.

قال المؤلف: (وبهيمة الأنعام)، بهيمة الأنعام هي الإبل والبقر والغنم، وسُمِّيَت بهيمة لأنها لا تتكلم، فأمرها مُبْهَم عندنا، أرأيت الشاة في البيت، هل إذا جاعت تقول: أعطني عَلَفًا؟ ما تقول، لكن ربما تَثْغ، طيب إذا ثغت هل يتعين أن يكون ثُغَاها لطلب العَلَف؟ ربما لطلب الماء، ربما لطلب الفحل، ربما إنه مثلًا مرض فيها، ربما إنها متوحِّشة، المهم لها أسباب، مهما كان ما ندري ويش العلة، ولهذا سُمِّيَت بهيمة، ما هو الدليل على حِلِّ بهيمة الأنعام؟

طالب: عدم الدليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>